للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الزيدية تجرؤ على اعتلاء هذه الآلة الجهنمية؟؟

ولكن الإمام رده رداً لطيفاً وأخذ طريقة نحو المسجد على قدميه!

وتوجد في اليمن كلها محطة راديو؛ وعدة كهرباء؛ يأخذان موضعهما من (مقام) الإمام فقط؛ يحدثنا السنيور آبونتي في ص ٩٢ عنهما فيقول:

(هناك في زاوية قصوى من حديقة المقام توجد بناية ضخمة عليها محطة راديو وهي الأداة الوحيدة التي تصل اليمن بالعالم الخارجي

(يمر أمامها رجال القبائل فيحولون أنظارهم عنها من دون أن يفهموا شيئاً عن أسباب تأسيسها! وإذا جنّ المساء تألقت الأنوار على مقام الإمام فيأخذهم العجب؛ ويتألمون لهذا الحدث الجديد؛ ولكن يتمتمون في سرهم اعتقاداً أن هذا من عمل (الجن) الذين يهيمن عليهم (المتوكل على الله) أيضاً. . .

وأخيراً يأتي دور النفوذ الإيطالي في بلاد اليمن، فقد لمسنا أنفاس المستعمرين تتمشى في صفحات عديدة من هذا الكتاب. ولم يستطع الكاتب الإيطالي أن يضبط نفسه ويكبح قلمه؛ فهو يقول لنا في صراحة متناهية: إنهم يعدون أنفسهم للاستفادة من أية فرصة شرعية قانونية قد تحين؛ فينتهزونها لجعل نفوذهم ملموساً في اليمن؛ وهو في أثناء هذا يشيد بأعمال إيطاليا في اليمن وما أسدته إليها من الخدمات الجلي؛ فهناك مستشفى لهم في صنعاء على مقربة من قصر الإمام؛ وجميع ما يحوي قصر الإمام من أثاث ومحطات راديو، وعدد كهرباء؛ وسيارات؛ ومصاعد للقصور كلها من عمل. . . (الطليان) بل وهناك في صنعاء شارع يسمى شارع الطليان!

هذه (المكارم) الإيطالية ستؤتي أكلها ولو بعد حين. . . ومكائد الاستعمار كثيرة منها ما يأتي عن طريق الشركات، وبذل الامتيازات، وغير ذلك؛ والسادة الإيطاليون اليوم في بلاد اليمن لهم وجود محسوس؛ ومشاريعهم هناك كثيرة، أهمها أن لهم اليوم مستشفى في صنعاء وأربعة أطباء: اثنان في صنعاء وواحد في الحديدة وآخر في تعز. وبالتأكيد أن هؤلاء لا يقومون بالخدمة الإنسانية ولكنهم ذئاب كاسرة في صورة ملائكة، وأعين خطيرة لوزارة المستعمرات الإيطالية؛ واليمانيون يعرفون هذا؛ والإمام يحيى يدرك أكثر من هذا. وإذا سألتهم: هل لهذا الليل من آخر؟ أجابوك: (الإيمان يمان؛ والحكمة يمانية!) وحياتنا في

<<  <  ج:
ص:  >  >>