للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتب مؤرخ بلجيكي نظرية جديدة يثبت فيها فرار نابليون من جزيرة سنت هيلانا. فإذا صحت هذه النظرية وجب أن تجمع كتب التاريخ ويعاد كتابتها من جديد. والحقيقة أن بقاء نابليون في تلك الجزيرة لم يكن متوقعا، وقد كان الكثيرون منذ اللحظة الأولى لنفيه لا يستطيعون أن يسلموا بأن النسر سيظل قابعاً فوق هذه الصخرة حتى الممات. وعلى الرغم من هزيمة نابليون فقد ظل سلطانه باقياً في نفوس غالبية الشعب، وكان من الطبيعي أن يفكروا في إعادته

كان نابليون يسير على الطريقة التي يسير عليها هتلر الآن، فهو يعد شخصاً مشابهاً له في الخلقة كل المشابهة ليحله محله في ظروف معينة. وقد وصف ليدرو في مذكراته المطبوعة في لينج عام ١٨٤٠ كيف رأى فرنسوا يوجين روبو المولود في باليكورت عام ١٧٧١ وهو يشابه إمبراطور فرنسا كل الشبه، وقد قبل نابليون قيامه بهذه الوظيفة

ويقول ليدرو إن روبو عاد إلى تلك القرية بعد موقعة واترلو، ولم تمض أشهر معدودات حتى أعلن عمدة باليكورت إلى البوليس غياب شبيه نابليون. وقد أثيرت ضجة عظيمة بهذه المناسبة، ولكنها لم تلبث أن خفتت وذهبت إلى عالم النسيان

فهل حل روبو مكان الإمبراطور؟ إن لدينا من الوقائع ما يغري بتصديق هذا، وقد أثبت في سجل الوفيات في باليكورت هذه العبارة: (توفي في جزيرة سنت هيلانة فرنسوا يوجين روبو المولود في هذه القرية في. . .) وقد محى التاريخ لماذا؟ ألا يكون ٥ مايو سنة ١٨٢١، يوم وفاة الإمبراطور؟ ويكون روبو هو الشخص الذي استقرت عظامه تحت قبة (الأنفاليد)؟ وليس من المعقول أن يموت روبو في جزيرة سنت هيلانة وهو لم يحل بها في يوم من الأيام كما هو ثابت في السجلات البريطانية

ومما يقوي هذا الرأي ويسنده مذكرات مس مودريشو وقد زارت نابليون في سنت هيلانة فأدهشها التغير الذي رأته، ولم تصدق أنه الرجل الذي تعرفه في باريس، وقد كتبت تقول: (لقد وجدت من العسير على أن أصدق أن المرض يغير الرجل كل هذا التغيير)

وفي سنة ١٨٢٨ حينما اشتعلت نيران الحرب بين تركيا وروسيا قدم رجل أجنبي وعرض خدماته على السلطان وقد وصل إلى تلك البلاد في مركب أمريكي. وقد قاد هذا الأجنبي جيش تركيا في إيراكشا تحت اسم حسين باشا، ويقال إن حسين باشا هذا هو نابليون،

<<  <  ج:
ص:  >  >>