للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشبه بمصطلحات الفلاسفة أو رموز الكيميائيين، وقد تكون مزاجاً في النفس ناشئاً عن مزاج الجسم. وهي قديمة جد القدم لجدها في أقوال كهان المعابد وكاهناتها ونجدها في الأحلام المشهورة. وقد استخدم الرمزية أدباء كثيرون، فجيتي يستخدمها وشلي يستخدمها وإبسن القصصي يستخدمها، وكل منهم يستخدمها أكثر من أبي تمام ولكنهم لا يحسبون في حساب أدبائها. ولا مانع عندي من عد أبي تمام من أدبائها، ولكنا إذا فعلنا ذلك عددنا خلقاً كثيراً من أدبائها وسلكنا في زمرتهم من لم يتفق الأدباء على عدهم من أدبائها. ويستطاع عد كتاب الرؤيا في الإنجيل من كتبها وهو أقدم من زمن أبي تمام. ومعاذ الله أن نطالب أبا تمام بغير ما قال. وقد كان شكسبير وشعراء عصره يكثرون من استخدام رموز التشبيهات والكنايات والاستعارات كما فعل أبو تمام ولكنهم لم يعدوا من شعرائها. وقد وجدت أن أحسن استعمال للرمزية هو استعمال كبار الشعراء الذين لم يعدوا من مذهبها. وقد كان أحسن استعمال لأنهم لم يقطعوا الصلة بين فنهم وبين العقل الظاهر كل قطع، فإن استخدام العقل الظاهر ألزم وأوجب عند بحث ظلمات النفس، كما أن استخدام الملاح لفنه وعقله وعلمه ألزم وأوجب في بحر الظلمات. فإذا كان هذا أيضاً هو رأي الأستاذ أحمد عبد الرحمن عيسى فلا مانع عندي من عد أبي تمام من شعراء الرمزية

عبد الرحمن شكري

بشر فارس ومصطلحاته

صديقي بشر أديب جليل وبحاثة قدير في الموضوعات التي يديرها سنين في ذهنه ويستقصيها على وجوهها بالبحث والتمحيص

على أن الدكتور بشر فارس بعد ذلك لا ينجح في الكتابات الارتجالية ولا يصلح كاتباً ناقداً ولا يفلح في أن يكون صاحب مطالعات ونظرات تفيد (البوادر واللوامع) التي تطوف بالنفس من حين إلى حين. ولا أدل على ذلك مما تجده من التهافت في الكتابات من المرتجلة التي يكتبها

نقول هذا بمناسبة ما كتبه في العدد الأخير من (الرسالة) تعليقاً على ردي على نقده لدراستي عن (توفيق الحكيم)؛ وأنت إذ تقرأ كلمته هذه تجده قد انصرف عن الردّ على

<<  <  ج:
ص:  >  >>