للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مدينة قونية]

(يا حاضرة مولانا)

للدكتور عبد الوهاب عزام

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

من عجائب الآثار وبدائع الصنعة مدرسة إينجه منارة (مدرسة المنارة اللطيفة) وأنا أعفي القارئ من وصفها وأكتفي بما تنطق به الصورتان المثبتتان هنا

ولا يسعنا أن نغفل جامع صاحب عطا (صاحب آتا) بناه أحد وزراء السلاجقة الكبار فخر الدين علي بن الحسين بن أبي بكر المتوفى سنة ٦٨٤، وقبره في إيوان داخل المسجد ومعه خمسة قبور. وتدل الكتابة على مدخل الإيوان أنه بني في مفتتح المحرم سنة ٦٨٢

وفي أطراف المدينة على مقربة من المزارع جامع صغر فيه قبر العالم الكبير صدر الدين القونوي المتوفى سنة ٦٧١؛ وكان من الأساتيذ في علوم الدين والتصوف. وكان واسطة بين الشيخ الأكبر محي الدين ومولانا جلال الدين. تزوج محي الدين أمه ورباه وعنه أخذ جلال الدين فيما يقال. وله مؤلفات في التفسير والحديث والتصوف

ذهبت إليه وحيداً قبيل الغروب فما زلت أسأل حتى اهتديت إليه فألفيته مقفلاً فسرت قليلاً وعدت فإذا رجلان جالسان بجانب الباب أحدهما ضرير: فلما اقترب المغرب قلت: ألا يفتح المسجد؟ ففتحا الباب فدخلنا إلى مسجد صغير عطل من جمال الصنعة والزينة فتقدم أحد الرجلين فألقى قبعته ووضع العمامة فعرفت أنه الإمام، وتقد الآخر وعلى رأسه (كاسكت) فأداره وأقام الصلاة فصلينا المغرب وحدنا. وسألت عن ضريح صدر الدين فأشير إلى نافذة تطل إلى الحديقة صغيرة فنظرت فإذا قبر بجانب النافذة فوقه عريش من الكرم وبجانبه أشجار

ولم تقر نفسي دون أن أرى مثوى الصوفي العجيب الغريب الذي اتصل بجلال الدين فحوله من الدرس إلى الخلوة، ومن أستاذ درس إلى مريد طريقة، الرجل الذي أثار حوله الظنون والأيدي حتى قتل في إحدى الثورات عليه، فما زال جلال الدين يشيد بذكره ويهيج به في شعره حتى سمى ديوانه الكبير باسمه. ذلكم شمس تبريزي (شمس الدين محمد بن

<<  <  ج:
ص:  >  >>