للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نحن بصددها: أزمة مقاومة الوزارة الوطنية في مصر

ولم يكن ينتظر أن يصيب بلنت غير الفشل، وقد رغبت وزارة جلادستون في تعجل الحوادث، لتفلت من فرنسا وتنفرد في وضع يدها على مصر حتى تخلص من الموقف الحرج الذي وضعها فيه مسلك فريسنيه. فإن هذا الوزير قد ذهب في تجنب العدوان على مصر إلى حد أنه كتب إلى قنصل فرنسا في القاهرة يأمره أن (يلتزم خطة التحفظ والحذر، وإن كان ذلك لا يمنعه من أن يحسن صلته بكل حكومة في مصر تحترم الاتفاقات الدولية وتحافظ على النظام).

ولقد زاد فريسنيه على هذا أن استدعى المسيو بلنير العضو الفرنسي في المراقبة لما كان يعلم من مسلكه نحو الحركة الوطنية في مصر، وباستدعاء بلنير خلا الجو لكلفن ومالت فراحا ينفثان سمومهما ويتعجلان الحوادث في غير وناء ولا استحياء. . .

وبعد شهرين من هذا وقع في القاهرة حادث المؤامرة الجركسية؛ وللقارئ أن يصور لنفسه أية فرصة كانت تلك الفرصة التي أتيحت للسياسة الإنجليزية وعلى أي صورة راحا يستغلانها لصالح دولتهما دون أي وازع من ضمير أو قانون أو عرف. ولننظر بعد ذلك ماذا كان من أمرهما وأمر الخديو في هذا الحادث العادي الذي لولا أطماع السياسة وتربص القوي بالضعيف جرياً على سنة تنازع البقاء في هذا الوجود ما كان ليعتبر شيئاً مما أثاره من قلاقل خطيرة، أو ليلد ما ولد من أحداث جسيمة

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>