للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

فرعون الصغير

وقصص أخرى

تأليف الأستاذ محمود تيمور

للدكتور إسماعيل أحمد أدهم

يعتبر القاص محمود بك تيمور أشهر الكاتبين للأقصوصة في العالم العربي. وقد أصدر إلى اليوم نحو عشر مجاميع قصصية تحتوي على نيف ومائة أقصوصة تمتاز كل واحدة منها بطابعها المحلي، وقد ترجم بعض هذه الأقاصيص إلى الألمانية، والبعض الآخر إلى الفرنسية. كما ترجمت أقصوصة له إلى الإيطالية كنموذج من فنه القصصي. وقد نالت أقاصيص محمود تيمور شيئاً من التقدير في الدوائر الأدبية الغربية، ذلك أنه صاحب اقتدار على كتابة الأقصوصة، وهذا الاقتدار يجيء في الأصل من طبيعته الفنية التي دارت حول الحياة ومشاهدها ومجاليها، متأثرة من جهة بأجواء القصص الأوربي، ومن هنا ما في أقاصيصه من شدة الصلة بأقاصيص جي دي موباسان، وتشيكوف، وذاهبة من جهة أخرى تنقل عن المحيط المصري، ومن هنا ما في أقاصيصه من الطابع المحلي.

وتيمور بك فنان يرتبط نظره بصور الأشياء، ومن هنا ترى ما في أقاصيصه من الرجوع إلى الحياة، والنقل المباشر عن مرائيها ومظاهرها. ولهذا كان إبراز مظاهر الحياة في أقاصيصه مرتبطاً بقدرته على الوصف، والوصف عنده هادئ، ومن هنا يغلبه بعض من التدقيق، وعلى هذا الوجه فقط يمكن فهم منحى تيمور بك الفني في أقاصيصه. وربما كان ما في طبيعته من الهدوء هو الأصل في غلبة النزعة الواقعية الساذجة التي تتراءى للنظر من آثاره. فالهدوء يفسح لعقله المجال للتداخل لتصفية ألوان الشعور وضبطها في نسب دقيقة مع الفكر، بحيث يسوق إلى خلق توازن بين العقل والمشاعر، وهذا التوازن يحمل الواقعية حين يتصل بموضوع أقصوصة. وهو عادة يدور من ناحية شكلية، فتجد نظرة محمود تيمور ترتبط بمظاهر الأشياء وسطوح الحياة، ومن هنا يمكن أن نقول بأن الأصل الواقعي في فن تيمور بك ساذج إذ هو نتيجة للوصف الحسي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>