للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النظرة فقد رأيت لها أصولاً في مؤلفات الشعراني، ومن قبل ذلك رأيت لها أطيافاً عند فقهاء الشريعة الإسلامية، وهم رجال أمعنوا في درس أسرار الطبائع

فعمن أخذ أحمد أمين هذه الحذلقة في فهم الأدب النسوي؟

أغلب الظن أنه نقلها عن الكاتب المتحذلق توفيق الحكيم الذي زعم أن كل عبقري محروس بروح نسائية تفيض عليه الوحي من وراء الغيب!

وكيف تستطيع المرأة أن تسيطر على الرجل عند اليأس من طيباتها الحسية؟

إن الرجل قد يذكر المرأة بالشوق بعد أن تموت، ولكن ذلك لا يمنع من أن الأخيلة الحسية لها دخل في تسعير ذلك الشوق

أقول هذا وأنا أعرف أن في بني آدم من يوحي إليه الرياء بتكذيب هذه البينات، ولكن ماذا يهمني وأنا حريص كل الحرص على الجهر بكلمة الحق؟

إن الوثنية اليونانية التي يمجدها أحمد أمين قد جعلت للآلهة شهوات ولذات، فكيف يستنكر أن تكون لشعراء الجاهلية شهوات ولذات؟

إن أفروديت وهي من الآلهة في الوثنية اليونانية قد صهرها الغيظ حين سمعت بأن في الأرض إنسانة جميلة تستهوي قلوب الرجال، وكان من آثار ذلك الغيظ أن قامت بدسائس خبيثة للفتك بتلك الإنسانة التي وصلت أخبارها إلى سكان السماء

الحق كل الحق أن الجمال الحسي هو كل شيء في المرأة، وهي تصل إلى الكمال حين يؤيد جمالها الحسي بالجمال الروحي، كأن تكون على جمالها ذات عقل وأدب وعفاف

وهل تعرفون كيف كان العفاف فضيلة؟

كان العفاف فضيلة لأنه تمكين للرجل من السيطرة المطلقة على مواقع هواه، فهو فضيلة لوحظت فيها الأثرة الرجلية

ما هذا الذي أقول؟

أراني أهيئ الفرصة لثرثرة من لا يفهمون دقائق علم الأخلاق، وأنا أحب أن أسلم من ثرثرة أولئك الناس

الذي يهمني هو النص على أن شعراء الجاهلية صوروا الفطرة السليمة حين جعلوا الأنس بالمرأة الجميلة من النعيم المحسوس ولم يجعلوه من النعيم المعقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>