للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ملاحظات]

البعثات الفنية

من المفارقات العجيبة التي لا تحدث في غير مصر أن اللوم يقع شديداً على الحكومة لأنها تعني أكثر العناية بمبعوثيها ما داموا في بعثاتها فإذا عادوا أهملتهم كل الإهمال ولم تستفد منهم وكأنما أرسلتهم لغير غرض وبلا أدنى تفكير في مصيرهم

بيد أن الفرقة القومية، وصلتها بالحكومة غير بعيدة، قد خالفت هذه القاعدة الذهبية وعنيت بمبعوثيها في الخارج وزادت عنايتها بهم عند عودتهم. على أن أغلبهم لم يذكر يدها عنده وأنكر فضلها وآثر التمرد والعصيان. فمنذ بضعة شهور عاد أحد المبعوثين رافعاً راية العصيان قبل أن يصعد ظهر الباخرة وظل رافعاً الراية الحمراء حتى وصل وحتى استقال أو أقيل ساخطاً متبرماً في غير داع للسخط أو التبرم إلا أنه شعر بضعفه وعدم قدرته على الاضطلاع بالمهمة التي بعث من أجلها. . .

ومنذ أسابيع عاد آخر بعد أن تسلم الراية الحمراء من زميله وأعلن في غير حياء أن مرتبه ضئيل طالباً رفعه ومساواته بكبار المخرجين!

أما الذي عاد آخرهم فقد تذرع بالصمت وراح يعمل أو ينتظر أن يعمل في هدوء راضياً قانعاً بنصيبه المتواضع. وإنها لمعجزة!

ترى هل يعرف المتمردون أنهم يجرمون في حق الفن وفي حق أنفسهم وأن عقابهم يجب أن يكون شديداً؟

إن الفرقة القومية لم تبذل في سبيلهم هذه الآلاف من أجل أن يعودوا فينتقضوا عليها! إنها سرقة علنية، فإما أن يكلف هؤلاء برد الآلاف التي صرفت عليهم، وأما أن يجلدوا أو يسجنوا وفاء لديونهم

اختيار الروايات في الفرقة القومية

تحدثنا في عدد مضى عن السياسة العجيبة التي تسير عليها الفرقة القومية في اختيار الروايات، وذكرنا قصة (جنون الشرف) التي رفضت و (الخطاب) التي قبلت

وقد ضاق المقام عن إيراد بعض الأمثلة التي وعدنا بها القراء الكرام، واليوم نعود إلى مواصلة الكلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>