للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: (وهل عرفه؟). فقال: (لا. وأظن أن هذا هو السبب في مجيء مولانا أغسطس مغضباً من المصنع. لقد فعل أغسطس كل ما في وسعه أن يفعله، ولخوفه من ألا يستطيع غلام في عامه السادس عشر أن يصل وحده إلى هذا السر استقدم الهر والتر فون تشر ناهوس الحكيم - وهو أستاذ في الكيمياء وفي كافة العلوم - واشتغل الرجلان معاً عدة أيام ولكنهما لم يخرجا من المعمل إلا بعض أوان من الخزف الأحمر؛ فإن لم يكن هذا هو كل ما فعلاه فإنه على الأقل كل ما رأيته. وكان شكل هذه الأواني جميلاً لو أن الذي يعني المرء هو لون أطباقه. وكان السيد معجباً بهذه الأطباق حتى لقد أرسلها إلى ليبزج حيث أحدث وصولها حركة غير عادية كما علمت. ولكن الذي يبحث عن السحر الذي يمكن بواسطته تحويل كل المعادن الدنيا إلى ذهب، لكن هذا الذي يبحث عن السحر فلا يجد إلا أطباقاً حمراء والناس كلهم يعلمون أن الطعام طعام سواء أكل في أطباق من الخشب، أو أطباق من الخزف العادي، أو في تلك الأطباق الجميلة الحمراء، فله العذر إذا غضب

قال الصبي: (ولكن أين هو الهر والتر؟ إنني لم أره)

فأجابه: (لقد مات منذ شهرين ومن أجل ذلك كان من نذر السوء على الهر بوتجر ألا يقع على السر سريعاً كما يدل على ذلك ما يبدو من نظرات الشر على عيني مولانا، ولكن تعال أيها الصبي، فيجب أن نؤدي أعمالنا الآن لا أن نقف فنتحدث كأننا بعض النساء العجائز، لكنني لا أحب أن يزعجك الصديق أولرتش الذي يظن كما يظن الكثيرون في هذا القصر أن أمير الشياطين مقيم في الحصن، وأنه يأتي متى استدعاه جارنا بوتجر).

ذهب أرتو ولكن متاعب ذلك اليوم لم تنته؛ ثم فتح الباب على الأثر، ودخل أستاذ الكيمياء الهر بوتجر الذي قلما يخرج من الحصن، وكان في هذه الساعة مهتاجاً كما كان أغسطس منذ ساعة مضت!

مشى بخطوات طويلة وهو يحرك شعره المستعار الذي نُثر فوقه مسحوق، وكان قد اعتاد أن يضعه فوق رأسه المستطيل الضيق فيكسبه هيبة، ونادى بصوت مرتفع ذلك الوصيف الذي يذر المساحيق فعرف هذا الشعر.

فقال الحاجب في إحجام: (هل لي أيها السيد أن آخذها إليه إذا كان المسحوق الذي وضعه ليس جيداً)

<<  <  ج:
ص:  >  >>