للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

لحظات الإلهام في تاريخ العلم

بقلم مريون فلونس لانسنغ

ثناء على علبة الصفيح

الصفيح خادم متواضع للإنسانية، فنحن نتلف العلبة بعد فتحها ونلقي بها دون أي احترام ودون أن يكون في أنفسنا لها موضع للشكر على الخدمة التي أدتها. ولكن نابليون لشدة شغفه بالحصول على مادة تؤدي إلى حد قليل مثل الخدمة التي تؤديها اليوم علبة الصفيح، قد عرض هو والحكومة الفرنسية في سنة ١٨٠٠ أو ما حولها جائزة قدرها ١٢٠٠٠ ألف فرنك لمن يخترع وعاء يمكن حفظ الطعام فيه من التلف في زمن الحرب

إن تعاقب مواعيد الغراس والحصاد التي عرفها آباؤنا الأولون كان نعمة عظيمة على الإنسان. ولكنه من جهة أخرى يفرض عليه واجبات معينة ويلزمه عناية خاصة، فالرجل الذي يعيش في المناطق المعتدلة لا يستطيع أن يجعل مائدته مبسوطة على الدوام على الرغم من كل جهوده الزراعية

يجب أن يكون لديه خبزه كل يوم ولكن الثمار والمحاصيل لا تخرجها الأرض يوميّاً بل في مواعيد معينة. وكما يختزن السنجاب البندق في ثقب بجذع الشجرة انتظاراً للوقت الذي تخلو فيه الفروع من ثمرها فكذلك يجب أن يختزن الإنسان من نتاج الموسم ما يكفي احتياجاته بقية فصول العام المجدبة

وكان تجفيف الطعام من أقدم الوسائل للاحتفاظ به. وقد وجد الفريق الأقدم من المستعمرين الأمريكيين جماعة الهنود يتبعون نظاماً لتجفيف القمح والسمك والفواكه واللحوم بحفظها من العطب مدة طويلة. وتوجد وسيلة أخرى لحفظ الطعام هي تثليجه، ولكن هذه الوسيلة لا تمكن مزاولتها إلا في الأجواء التي يمكن فيها ترك الطعام في الماء البارد والثلج أو في أنابيب في أعماق الأرض

وتوجد وسيلة أخرى لحفظ الطعام مناقضة للوسيلة الأخيرة وهي حفظه بواسطة الحرارة. ووجد الطباخون في العصور القديمة أن اللحم المطبوخ يبقى مدة أطول من اللحم النيئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>