للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تتيسر له إذا استعمل طائرة حقيقية، ثم وجد نفسه لأول مرة معلقاً بين الأرض والسماء

الطيران الأعمى

والأصل في هذا الجهاز أن يتمرن عليه الطيارون فيما يسمى بالطيران الأعمى، إذ يغطي سقفه فينعزل القائد عن العالم ولا يبقى أمامه إلا خريطة وأجهزة ليضبط بها الاتجاه الذي يجب أن يسير فيه. وهذا المران هام جداً لمن يريد قطع مسافات طويلة على ارتفاعات كبيرة لا يمكنه رؤية تفاصيل الأرض أو في مناطق متشابهة كالصحارى أو البحار والمحيطات، فعلى ضوء هذه الأدوات وحدها يعرف الطيار طريقه وبمساعدتها يصل إلى هدفه

ورأت إدارة المدرسة أن تستغل هذا الجهاز لتعليم المبتدئين لقلة نفقاته ولبعده عن الخطر، فإنه يدار بالكهرباء التي لا تكلف الدولة إلا نفقات زهيدة لا تذكر إلى جانب ما تستهلكه الطائرة الحقيقية من وقود وآلات. ويمر بهذا الجهاز كل طالب يدرس فن الطيران سواء كان ضابطاً أو مجاهداً (صول)

والمعروف أن الطيارين لا يحتاجون إلى كثير من تنظيم الصفوف وتعليم المشية العسكرية والحركات الحربية الأرضية ولكنه يحب على كل طيار أن يقضي أربعة أشهر يتعلم فيها هذه الحركات لتكتسب عضلاته المرونة الرياضية وليتعود الحياة العسكرية، فإذا أتقنها بدأت حياته كطيار

بين طبقات الهواء

وبعد أن يتقن الطالب السيطرة على إدارة هذا الجهاز ينتقل إلى الرحلة التالية فيحلق بطيارة حقيقية في الهواء. وتحتوى طائرة التدريب عادة على مقعدين أحدهما خلف الآخر جهز كل منهما بجميع أدوات القيادة، وامتاز مقعد المدرب (بزر) إذا ضغط عليه انتقلت عملية القيادة إلى أدواته. يجلس الطالب في مقعده ويجلس المدرب في الثاني فإذا ارتفعت الطائرة في طبقات الهواء ترك المدرب لتلميذه مهمة قيادتها تبعاً للخبرة التي تلقاها عندما كان في مرحلة الطيران الثابت. فإذا أخطأ صحح له أخطاءه

ويستمر هذا المران أشهراً ثلاثة يتلقى الطيار أثنائها فنون الطيران كالملاحة الجوية

<<  <  ج:
ص:  >  >>