للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

و (اعتقد) أن الله خلق أنواعاً من المخلوقات، منها ما خلقه من مادة كثيفة كالناس والحيوان والكواكب، ومنها ما خلقه من مادة نورانية كالملائكة وهم خلق كثير من خلق الله لا يأكلون ولا يشربون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون

ومن مخلوقاته الجن، وهم خلق يروننا ولا نراهم، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، ومنها الشياطين وهم أهل الشر ليس فيهم صالح

و (اعتقد) أن الله رحمة منه بالناس، اختار منهم رجالاً عصمهم من الكبائر، ونزههم عن النقائص، ثم بعث إليهم (جبريل) وهو واحد من الملائكة، فأبلغهم رسالة الله، وعلمهم ما يسعدهم في دنياهم وينجيهم في آخرتهم، وكلفهم إبلاغ هذه الرسالة أقوامهم، وهؤلاء هم الرسل وأولهم آدم وآخرهم محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

ولو شاء الله لأنزل كتاباً واحداً، وجعل الناس أمة واحدة، ولكن اقتضت حكمته أن يكون التكامل في الرسالة تدريجياً، كالتكامل في الحضارة والرقي، فكل رسالة تعدل التي قبلها وتكملها، حتى جاءت رسالة محمد، في نهاية الكمال، لا يحتاج بعدها إلى شيء لسببين، أولهما أن طبيعة الرسالة المحمدية طبيعة مرنة قابلة للتطور في أحكامها الفرعية تبعاً لتطور العصور، فهي لذلك تبدو في كل عصر جديدة، ويتكشف منها جوانب ومعان لم تكن معروفة، حتى كأنما أنزلت لذلك العصر؛ والسبب الثاني طبيعة الحياة البشرية وميلها نحو الوحدة، منذ فجر الإسلام حتى اليوم، إذ أصبح الناس من حيث الاتصال كأنهم أبناء أسرة واحدة، تقال الكلمة في آخر الشرق فتسمع في آخر الغرب، وسهل تبليغ الرسالة، ولم تعد حاجة لتعدد الرسل بتعدد الأقوام

و (اعتقد) أن الوحي معناه نزول الملَك على الرسول، وهو غير الإلهام الروحاني الذي يحس به الشعراء والكتاب، وأن الوحي ليس كسبياً وإنما هو عطاء من الله لا ينال بالتحصيل، ولا يوصل إليه بالبحث والعلم والتفكير، لذلك لا يقال إن النبي مصلح عظيم، ولا شاعر ولا فيلسوف، لأن ذلك كله يختلف عن النبوة، وينحط عن مرتبتها انحطاطاً كبيراً، ويخالف العقيدة الإسلامية

و (اعتقد) أن الله أنزل على أربعة من رسله كتباً، فأنزل التوراة على موسى، والزبور على

<<  <  ج:
ص:  >  >>