للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ترقية الأغاني والموسيقى في مصر؟

ويجيء بعد ذلك قسم الأحاديث والخطابة والروايات، ولابد أن يكون المشرف على هذا القسم ممن سبق لهم أن تحدثوا إلى الشعب وأن عرفوا ما هي الأحاديث التي تؤثر فيه وتخلبه، وكيف يمكن أن يقاد وكيف يمكن أن يُهدى.

أما تدعيم المسرح فلا يمكن أن يكون إلا بتحريره، وتحريره لا يمكن أن يكون إلا بتشجيعه، وتشجيعه لا يمكن أن يكون إلا بالمال يوزع على الفرق الأهلية، فيكون للريحاني نصيب، ويكون ليوسف وهبي نصيب، ولفاطمة رشدي نصيب. . . وقد تستجد فرق أخرى تنافس هذه، ولا ريب أن الروح ستدب من جديد إلى المسرح المصري الذي قتل حين أظله (الميري) بظله. . . إن الفرقة القومية تشبه جريدة الوقائع الرسمية والمجمع الملكي للغة العربية. . . فكم من الناس يكترثون لهذه الجريدة وهذا المجمع؟ وما مدى تأثير كل منهما في الحياة المصرية؟ وبم يشعر الناس لو أنهما ألغيا؟ هل يحس أحد بأن الحياة المصرية قد نقصت شيئاً؟

وأما مراقبة الأفلام والروايات السينمائية فلابد لها من خطة خاصة أيضاً. . . لابد أن يعهد بالإشراف عليها إلى هيئة لا إلى فرد فهي تؤثر في الجمهور من عدة نواح مختلفة، وهي شديدة الخطر على النشء، فإذا لم تكن خاضعة لرقابة صالحة يقوم بها نفر ممن يغارون على وطنهم وأهلهم فإنها من غير شك ستجرف مصر إلى هاوية ليس لنا قبل بالتردي فيها. . . هذا إلى ما يكون في روايات السينما أحياناً من مظاهر التعصب الغربي ضد الشرق عامة، وضد العرب خاصة. . . والروايات التي تنحو هذا النحو يقبلها الغرب لأنها ترضي كبرياءه ولأنها تنم عن ألوان من الكفاح اصطنعها الغرب ضد الشرق وانتصر فيها. . . ولكن هذه الروايات نفسها لا يصح أن تعرض في بلد شرقي لأن عرضها فيه إهانة له ولأنها تربي الصغار على كراهية الشرق وعبادة الغرب بينما هم شرقيون.

لابد لنا من عالم نفساني اجتماعي يشاهد هذه الأفلام قبل عرضها ليحكم عليها وليقرر أنها تقربنا في المثل العليا التي نحب أن نحققها فيبيح عرضها أو أنها تحيد بنا إلى مثل سفلى لا يصح أن نتدلى إليها فيمنع عرضها، ولابد إلى جانب هذا من رجل غيور على التقاليد والنظم الشرقية غيرة صحيحة، ولابد إلى جانب هذا وذاك من مرب يعرف مدى ما تؤثر

<<  <  ج:
ص:  >  >>