للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السياسة الأسبوعية، وأما الأستاذ المازني فهو من المعتوب عليهم. وهذا آخر العهد بإهداء مؤلفاتي إلى أصدقائي، ولا أستثني الأستاذ الزيات ولا الدكتور طه حسين ولا الأستاذ أحمد أمين!!

زكي مبارك

في كلية الآداب

أشار (جامعي) في العدد السابق من الرسالة إلى حوادث تدل على مقدار كبير من المحاباة يتمتع به أجنبي يدرس الآن في كلية الآداب، وعلى أنه يحظى برعاية لا يصيبها مصري أحق منه. وجاءت هذه الإشارة عقب كلمة الدكتور بشر فارس في العدد الذي سبقه وهي الكلمة التي كانت لها فضل كبير في تنبيه الأذهان إلى مدى الخطوة التي يجود بها بعضنا على الغريب على حساب دافعي الضرائب المصريين، فيطمع في المزيد منها ولو كان في ذلك حرمان للمصري. ولا شك أن كثيراً من شباب مصر الذي نبغ في معاهدها، ثم نال من الإجازات من معاهد أوربا أكثر مما نال هذا المدرس الأجنبي، ثم لا يجد بعد طول التحصيل عملاً يفيد به الأمة - يشكر للدكتور بشر فارس صراحته وشجاعته. وأني لأعرف بينهم من يود إعلان تأييده إياه وبسط شكواه من الواقع لولا خشية الذين يضرون وينفعون.

وإني أرجو أن تتفضل (الرسالة) بإفساح صدرها لشرح حقائق أخرى تضاف إلى حساب هذا الشاب الأجنبي الذي عين في كلية الآداب بمرتب يزيد على مرتب أثنين من المصريين الذين أتموا من الدراسة والتحصيل ما لم يتم، وحصلوا من الإجازات على ما لم يحصل عليه.

أن الرجل عين في مصر بسعي مستشرق فرنسي كبير ذي نفوذ واسع وكلمة نافذة في بعض الدوائر المصرية، وذلك بعد أن رفضت وزارة المعارف الفرنسية تجديد عقده الذي كان يمنحه سنوياً في باريس مبلغاً يقل بكثير - على حسب سعر العملة اليوم - عن مرتبه الشهري في مصر؛ وقد فعلت هذا حكومة فرنسا الغنية ابتغاءً للاقتصاد. وتم تعيينه عندنا في عام ١٩٣٦. وفي عام ١٩٣٧ منحته كلية الآداب مكافأة لتمضية العطلة الصيفية في

<<  <  ج:
ص:  >  >>