للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغة العربية بأن تنقل إليها أمهات الكتب الجامعة في العلم والأدب والفن، فقد تقرر ما يأتي: تؤلف لجنة لترجمة كتاب (تاريخ الأمة المصرية) إلى اللغة العربية في أسلوب قريب يسير ولمراجعة هذه الترجمة.

يكافأ المترجمون والمراجعون على ما يبذلون من جهد.

يشرف الدكتور طه حسين بك على هذه الترجمة تحقيقاً لما ينبغي بين أجزائه المختلفة من الوحدة والاتساق.

والكتاب في ستة أجزاء نيط كل جزء منه بمترجم من وزارة المعارف ومراجع من كلية الآداب.

الجيش المصري قبل عهد محمد علي باشا

تناول أحد الكتاب الأفاضل خطاب العرش، فنقده نقداً أدبياً طريفاً على صفحات (الرسالة)، غير أنه أنكر ما جاء في هذا الخطاب من أن عهد محمد علي باشا كان أول عهد لظهور الجيش المصري في الوجود.

ولكن التاريخ يحدثنا بوضوح أن مصر لم يتكون فيها جيش مصري صميم من أبنائها الخلصاء قبل عهد محمد علي باشا الكبير بزمن طويل. ولا يمتد هذا الزمن إلى الفتح العربي فحسب، بل إلى ما قبل ذلك أيضاً. إنه يمتد إلى حكم البطالسة لهذه الديار. فمنذ حكمت مصر الملكة كليوباترا، وأدت سياستها إلى الاحتلال الروماني حوالي سنة ٣٠ قبل الميلاد، فقضى بذلك على جيش مصر قضاء مبرماً. وظلت البلاد مزرعة للرومان نحو ٦٧٠ سنة حتى استنقذها منهم العرب، ومن هنا انتقل إليهم أمر احتلالها حتى ولوا أمرها أحمد بن طولون سنة ٢٥٤هـ وذلك في خلافة العباسيين.

وأحمد بن طولون رجل تركي، ولكنه صنع بهذه البلاد كما صنع محمد علي باشا من بعده إذ أداه بعد نظره إلى إصلاح مرافقها والسهر على مصالحها وتدبير أموالها وتثميرها وتكوين جيش قوي لها. ثم أعلن الناس باستقلالها.

هذا ما صنعه ابن طولون، غير أن أبناءه لم يحافظوا على استقلال مصر كما حافظ، ولم يدافعوا عنها كما دافع. أما أبناء محمد علي باشا فقد حافظوا على هذا الاستقلال ودافعوا عنه، ولا يزالون مدافعين. . . ليس هذا كل الفرق بين الرجلين، بل هناك فرق لا ينسى،

<<  <  ج:
ص:  >  >>