للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ظلت على هذه الولاء للناس حتى كان لأحد التجار طفل فعدا عليه يوماً ثعبان صغير فلدغه فمات؛ ولما عادت أم الثعبان وعلمت بجريرة ابنها قتلته ارضاء لآل الطفل. ومنذ ذلك اليوم هجر الأفاعي البيوت الى الخلاء، وساجلت ابناء آدم العداوة، وأضحت لدغتها قاتلة. ومنذ ذلك اليوم أيضاً جعلت الأفعى رمز القوة، ووضعت على تيجان الملوك القدماء.

وروي بلوتارك المؤرخ الروماني ان قبيلة السلر وهي من القبائل البائدة، كانت في رجالها مناعة طبيعية موروثة ضد سم الحيات، وكانوا يحافظون على طهارة أصلابهم ونقاء دمائهم المحافظة كلها فلا يسمحون لنسائهم أن يتزوجن أو يتصلن أي اتصال برجال من غيرهم، وكانوا يستوثقون من هذه الطهارة بان يطلقوا الحيات السامة على أولادهم حين ولادتهم فان قتلت واحداً منهم تبينوا خيانة أمه.

ومن الحيات المعروفة في الهند ذات النظارة وتسمى الناشر الهندي، وفي الاساطير التي تروي عنها ان الأله بوذا هبط مرة الى الارض على شكل انسان ونام في الهواء فجاءت هذه الحية ونشرت عليه عنوقها فأظلته من الشمس فجزاها على ذلك بان آمنها من شر المخلوقات جميعاً، وبعد حين ذهبت اليه تقتضيه وعده وتشكو اليه الطيور الجوارح واضرارها بها فوهبها تلك النظارة تمتاز بها لدى الطيور فخشاها ولا يصل اليها اذاها.

ومن الروايات الشائعة التي يتناقلها سكان الجمهورية الفضية ان البقرات التي يقل ادرارها تكون قد رضعتها الحيات، بل يعزون ضعف بعض أطفالهم الى أن الحيات تمر ليلاً بأمهاتهم فترضع ثديهن.

ويعتقد الناس أن في الحواة سحراً أو قوة خارقة يسلطونها على االحياة. ففي الهند مثلا يمر الحااوي بالناشر الهندي ومعه عصا ومزمار، فيظل يداعبه باالعصا والحية تعضها، وبعد ان ييكون قد أجهده التعب يرمز له فيهدأ ويسكن فييظن االنااس أن الثعبان لا يلدغ االحاوي خوفاً منه والواقع أنه يكون أفرغ سمه حين عض العصا كماا يحسبون أن للقيثارة أثرا في تهدئته، والحقيقة اانه التعب الذي اضناه.

وكذلك نرى حواتنا في مصر يطوفون بأنواع من الحيات يحملونها عادة في جراب من الجلد ويلعبون بها العاباً مختلفة فيطوقون بها بعض النظارة أو يضعون رؤوسها في أفواههم أو يمزقونها بااسنانهم أو يتركونها تشرب من اناء ثم يشربون منه، ومنهم من

<<  <  ج:
ص:  >  >>