للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمام يقود الصلاة؟ ولماذا يفزع من طوائف المتدينين المختلفة جماعات في الكوارث يصلون يطلبون من الله أن يدرأها، وفي المباهج يصلون يطلبون من الله أن يباركها؟

- وما صلة هذه (الفقهنة) بدعاء هو تحية العيد؟. . .

- الدعاء صلاة لأن الصلاة دعاء. والدعاء قد يكون تحية حقاً، ولكن ليس على هذا النحو الذي تشغلينه كما تشتغلين (البرودري). أنت ألقيت عليّ تحية العيد كما يلقي الناس هذه التحية، وهم يلقونها كما يلقون كل تحية أخرى، تنطلق بها أفواههم ونفوسهم مشغولة عما ينطقون، ولهذا فإن تحياتهم لا أثر لها ولا ثمرة، فكم دعا ناس لناس أن يفوزوا فخابوا! وكم دعاء ناس لناس أن يسعدوا فابتأسوا! وكم دعا أيضاً ناس على ناس أن يصيبهم السوء فلم يصيبهم إلا الخير! وكم دعا ناس على ناس أن يهلكوا فنجوا. . . وكم وكم من دعوات فارغة!

- وهل في الدعوات فارغ ومملوء؟

- الدعوات ككل كلام يقوله الإنسان، وفيه الفارغ، وفيه المملوء حقاً، وفيه المملوء باطلاً، وفيه المملوء أخلاطاً من الحق والباطل. ولا يبقى من هذا كله عند الله إلا المملوء حقا. ً وإن له عند الله الجزاء أثراً واجب التحقق. ألم يقل النبي، فيما يروى من الأثر: اتقوا دعاء المظلوم؟! أليس في هذا دليل على أن دعاء المظلوم يتحقق؟ وأي شيء في دعاء المظلوم يميزه عما في غيره من الدعاء إلا أنه مملوء بالحق؟ فإذا كان الامتلاء بالحق هو الذي يضمن للدعاء التحقق فلماذا لا نضمن تحقق الدعاء بالخير إذا امتلأ حقاً؟. . .

- إن هذه (شاطحة كشطحات) المجاذيب!

- انعم بهم! واستمعي لي. وافرضي معي أسوأ ما يمكن أن يفرض في الإنسان من الفروض، وهو أنه بلحمه وعظمه ودمه وأعصابه شحنة كهربائية حدثت على وجه من الوجوه لا شأن لنا به. وافرضي كذلك الأسوأ من هذا وهو أن عواطف الإنسان ووجداناته ليست إلا حالات كهربائية تعرض لهذه الشحنة المتجسدة إنساناً في ظروف مختلفة. . . وافرضي بعد هذا وجود إنسانين بينهما علاقات. . . فكيف تتصورين هذه العلاقات بين هذين الإنسانين اللذين هما شحنتان من الكهرباء؟

- لابد أن تكون ككل علاقة بين شحنتين من الكهرباء. فكيف تكون العلاقة بينهما؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>