للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المذاب في الماء لتتنفس. والأسماك الطائرة تطير في اتجاه مستقيم إن لم تقاومها التيارات الهوائية أو ترتطم بأمواج الماء، وترتفع في طيرانها قدمين أو ثلاث أقدام عن سطع الماء، إلا أنه في الجو العاصف قد يبلغ ارتفاعها أكثر من ذلك. والسؤال الذي قد يطرأ على ذهن القارئ هو إذا كانت الأسماك قد خلقت لتعيش في الماء فلماذا يطير بعضها في جو غير الذي خلقت لتعيش فيه؟ والجواب على ذلك أن طيرانها هو الهروب من عدو يطاردها، وأعداؤها كثيرون كخنزير البحر والدرفيل وغيرهما. على أنها إذ كانت تطير لتنجو من عدو يطاردها في الماء فقد لا تسلم أيضاً من عدو يطاردها في الهواء كالجَنْقلَة وسائر الطيور المائية، والأسماك الطائرة تصلح كغذاء شهي للإنسان

الأسماك الحاضنة -

حنان الأمومة ورعاية الصغار غريزة سامية وعاطفة نبيلة، ومن آيات الله أن هذه العاطفة التي تدل على شعور مرهف وإحساس عميق تتجلى أيضاً في بعض المراتب الدنيا من الكائنات الحية. وإننا وإن كنا نعلم جميعاً أن الأسماك تضع بويضاتها في الماء ليخصبها الذكر ثم تتركها وشأنها إلا أن بعض الأسماك تتعهد بويضاتها حتى تفقس وإذا ما خرجت منها يرقاتها تعهدتها أيضاً حتى تصبح قادرة على القيام بأمرها بنفسها ثم تتركها بعد أن تطمئن على مقدرتها وعلى أنها قد أصبحت غنية عن مساعدتها لها

ومن الأمثلة الرائعة لذلك أن جنساً من الأسماك المائية العذبة موجوداً في أمريكا الجنوبية وأفريقية واسمه تحمل الأنثى منه البيض في فمها ثم يحفر الذكر حفرة في قاع القناة حيث تضع الأنثى البيض ويتناوب الأبوان حراسته حتى إذا ما فقس وضعت الأم الصغار في فمها لمدة حتى تصبح هذه قادرة على أن تستقل بنفسها وحين تخرج هذه الصغار من الفم تبقى بجانب أمها مخافة أن يهاجمها عدو فإذا هاجمها فتحت الأم فمها بسرعة ودخلت الصغار

وفي بعض أنواع السمك - في مياه البرازيل يقوم الذكر بدور الحضانة فيحفظ البويضات في فمه حتى تفقس، وفي خلال هذه الفترة تفقد الأنثى والذكر شهية الأكل ما دامت البويضات في الفم، هناك نوع آخر من هذا السمك يعيش في غانا له طريقة عجيبة لحماية البيض، إذ بعد أن تضع الأم البويضات تضغط عليها بالجزء الأسفل من جسمها الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>