للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لتجنب الحرب هي إيجاد قانون صحيح يحكم بين الأمم

هذه هي المبادئ التي آتت ثمرها الحرب العظمى بعد توقيع معاهدة السلام في باريس عام ١٩١٩ وهي مبادئ قويمة ذات أثر لا ينكر في إسعاد العالم. وقد دافع عنها الرئيس ولسن دفاعاً مأثوراً، ولكن الدول الديمقراطية لم تكن تقدر أن العالم لازالت تحركه المطامع وحب السيادة والسلطان، وأن المبادئ القديمة لازال لها أنصار يتعلقون بأذيالها

وليس هذا هو السبب الوحيد في نشوب الحرب مرة ثانية، ولكنه من الأسباب القوية التي أدت إليها، ونحن لا ندري إذا كانت هذه الحرب ستنتهي بنا إلى الحرية المنشودة، أم أنها سترجع بنا إلى همجية العصور الخالية

لقد وفت الدول الديمقراطية بعهودها التي قطعتها على نفسها في معاهدة فرساي، فأعطت كل أمة الحق في تقرير مصيرها، وبذلت ما في وسعها لحماية الأقليات

أما هتلر فهو في الحقيقة لا يناضل من أجل الحدود التي قررتها هذه المعاهدة، ولكنه يناضل لهدم فكرة الديمقراطية من أساسها.

الفن والحرب

(ملخصة عن (ذي إيفننج نيوس)

يشترك في الحرب الحاضرة عدد كبير من الفنانين رجالاً ونساء، إما بالعمل في ميادين القتال أو المشاركة في الأعمال الأخرى التي تقتضيها الحرب. وقد يجد هؤلاء بعض العزاء فيما يسمعون عن حياة رجال الفكر الذين عاشوا قبلهم في أيام الحروب

هل أسكتت الرحب شكسبير؟ أو أخمدت المنازعات صرخات وجنر الغاضبة، أو أثرت في شجاعة بيتهوفن؟ لا، والحمد لله!

لقد نشأ شوبان في بولندا وهي تناضل بغير جدوى لاستعادة استقلالها، وقد كان في (سنتجارت) حين جاءه نبأ سقوط (وارسو) في أيدي الروس، فكان لهذه الحوادث أثر لا ينكر في شحذ قريحته، وإمداد بالإلهام الصادق والدراسة الرفيعة. فلما رحل شوبان إلى باريس صارت له باريس وطناً ثانياً، وأحلته منها مكاناً مرموقاً لما يحمله الفرنسيون لبولندا من العواطف الجميلة. وقد كتبت جورج ساند التي أحبها شوبان وعاشت بعد وفاته - كثيراً

<<  <  ج:
ص:  >  >>