للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن ينتهي إلى نتيجة حتمية هي أن ما عرفناه عن الذرة وعن وليدها الإلكترون أمر لا شك فيه ولا نستعرض هنا هذه الموضوعات كلا على حدة، فالقارئ الذي يعرف منذ حداثته أن السماء زرقاء وليست بخضراء، وأنها زرقاء هذه الزرقة المعينة أود أن يعرف أن لذلك علاقة بقدر الذرة وإن ثمة سبباً في هذه الزرقة عند الإنسان المفكر يتوسل بها إلى النتائج ذاتها التي وصل إليها أمثال (مليكان) و (بيران). إنما نقصد أن ندفع بالقارئ إلى إيمان علمي بهذه الحقائق التي نود أن تحل عنده محل الإعجاب والاحترام.

إلى هنا انتهينا من قصة الذرات وأسطورة الإلكترونات وهي مكونات المادة التي منها نوجد وعليها نعيش واليها نعود، وليس الإلكترون بالساكن الوحيد في هذا الكون فثمة كائنات أخرى تختلف عنه، ودورها في الخليقة يختلف عن دوره، وإذا كنت عندما تستمع إلى الإذاعة بواسطة المذياع (الراديو) أو عندما تحادث في المسرة (التليفون) صديقاً لك فد استخدمت الإلكترون واسطة جديدة للاستماع أو التكلم، فكذلك لا يفوتك وأنت تطالع هذه السطور أن تفكر في أنك رأيتها قبل أن تطالعها ولا تنس أنه لكي تراها لابد أن تكون هناك مكونات أخرى في الكون مثلت في طريق بصرك ووصلت إلى العين، وهي التي بوجودها وما اعتراها من حركة استطعت أن ترى هذه الأسطر وتقرأها، فاتصل تفكيرك بتفكيري ومجهودك بمجهودي؛ وثمة موجودات هامة لعبت دوراً خطيراً، وبلغت العين، ومن العين إلى الرأس وعاونتك في مطالعة هذا الحديث مطالعة يستطيعها كل من وهب هذه العيون.

هذا الشعاع الضوئي، هذا الذي يقررون أنه مركب من فوتونات كما يقال عن الكهرباء إنها مكونة من إلكترونات هو بدوره مكون هام من مكونات الكون، هذا الفوتون الذي يسافر من الشمس إليك في ثمان دقائق، نريد أن نحدثك عنه وعن غيره من المكونات، حتى لا نكون قد وصفنا قصراً عظيماً له حديقة هي مثار الأحاديث، ولكن فاتنا عند وصفنا إياه أن نذكر أن للقصر حديقة.

هذه المكونات الأخرى سنعمد أن يكون لنا مع القارئ حديث عنها أو اثنان قبل أن نتناول موضوعات النسبية والكم والتفتت، وهي الموضوعات الرئيسية الثلاثة التي نقصد من ورائها أن يكون لدى القارئ أقرب صورة للكون وإن يعرف أحدث الآراء عنه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>