للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٢ - وحي الرسالة]

(من واجب (الرسالة) أن تنشر ما يتفضل به عليها الأدباء

الزملاء والأصدقاء من صادق النقد وجميل الرأي في كتاب

(وحي الرسالة) تسجيلا للفضل منهم وللشكر منا)

كتب صديقنا الدكتور بشر فارس في جريدة المقطم:

هذا كتاب يريحنا مما يخرجه بعض المنشئين لهذا العهد، وهم لا يفطنون إلى أن الكتابة صناعة. في فصول هذا الكتاب تصيب المنحى الحسن، والتنسيق المطرد، ثم اللفظ المتخير، والسبك المحكم إلى جانب التبصر. وأسلوب الأستاذ الزيات الترسل في بسط العبارة، والترفق في تدوين الفكرة. ويهدد هذا الأسلوب في غالب الأمر سرد الألفاظ، وتكلف الأداء. وقد نجا أسلوب هذا الكتاب من هذين الخطرين بفضل سليقة صاحبه السليمة وترسمه خطى البلغاء من كتاب العرب الجاعلين للديباجة المكان الأول. ومما ينشأ عن هذا الأسلوب الإطناب المقبول، وإن قال الأستاذ في فاتحة كتابه إن الإيجاز صفته، إلا إذا عنى بالإطناب ساقط الكلام وفضول القول بتطويل وحشو لغير فائدة

وموضوعات الكتاب إن هي إلا معرض ألوان شتى من التأليف: إنشاء ونقد ووصف ونظر في الحياة الجارية، فمن الإنشاء (لماذا ترجمت آلام فرتر) وفيه هفوة القلب ونبضة العرق، ومن النقد (مصطفى صادق الرافعي) و (أحمد زكي باشا) وفيهما تبرز خصائص الكاتبين في اعتدال إذ تذكر مواضع الإكبار ومواطن الأخذ جنباً لجنب. ومن الوصف ما ينساب هنا وهنا من تصوير لطرق المدينة وحقول الريف وشواطئ البحر وضفاف النيل. ومن النظر في الحياة الجارية تلك المقالات الرصينة مثل (داء الوظيفة) و (الفردية علتنا الأصلية) (وهنا أوثر كلمة التفرد كما بينت في (مباحث عربية)) والزيات في هذه المقالات لاذع القلم نافذ البصر: إنما بغيته التنبيه على جوانب الضعف الخلقي والتنديد بنواحي الفشل الاجتماعي، وكتابة الأستاذ هنا لا تنجذب إلى الأسلوب الفلسفي المجرد ولكنها كتابة مصلح يصف الداء المقيم ويبين آثاره وعقابيله.

وفي تلك الموضوعات، على تنوعها، تطاوع اللغة الكاتب وتتأنى له ألفاظها وتعبيراتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>