للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يهيئ لها فرصة المعرفة ويسعى لها بوسائل اللذة، فأجدني أنا داعية الحرية النسوية بالأمس، أشد النساء ضيقاً بها وسخطاً عليها اليوم، لأن هذه الحرية - بالقياس إلى الحرية التي كنا ننعم بها وندعو إليها - إباحية وفوضى؛ وذلك في الحق علة ما نرى من التنافر بين الفتى والفتاة، فقد كان الظن أن يزول بالتعلم ما بينهما من تنافر العلم والجهل، فأصبح هذا التنافر معززاً بتنافر الحشمة والتهتك. ومادام الانسجام مفقوداً بين الجنسين إما لتقدم الرجل على المرأة في العلم، وإما لتقدمها هي عليه في المدنية، فهيهات أن تنفرج أزمة الزواج أو تستقيم حال الأسرة

كانت هذه الحفلة في السنين الخوالي مظهراً للحرية القصد والبر الخالص، فمازالت عوامل التقليد والتجديد تلح على مزايا الأنوثة وخصائص الجنس حتى أصبحت معرضاً للجمال والدلال والزينة؛ وذلك بالطبع سر نجاحها ورباحها، وهو مغنم لغايتها الشريفة على أي حال

إني ألمح على المرأة في نادي السيدات وفي بعض الحفلات نزوعاً إلى تعدي الحدود التي جعلها الله بينها وبين الرجل، فإذا لم نعاجله بالفطام والكبح أعضل الأمر وفسد المجتمع

ولعلي يا سيدي أشير في (الرسالة) إلى مواطن الداء الحين بعد الحين ليتسنى لأرباب القلم وصفه، ويسهل على أقطاب الحكم علاجه.

أدام الله عليك التوفيق وأعانك بالسداد على مواصلة الجهاد في تبليغ الرسالة. . .

(حياة)

هذا كتابك يا سيدتي قرأته وترجمته ثم نشرته، وسأعود إليه بالتعليق والتحقيق في فرصة أخرى.

أحمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>