للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عُصْبَةُ الشِّركِ محا الصُّبحُ دُجَاها ... وَأتَى الحقُّ بما ألْجَمَ فَاها

لَيَتَهَا لما أَتَاها أذْعَنَتْ ... وَمَعَ الصُّبْحِ أفَاقَتْ مِنْ كَرَاها

صَدفَت عنهُ عِنَاداً وَمَضَتْ ... تُؤثِرُ الليْلَ عَلَى الصُّبْحِ اتجاها

يَا لها مِنْ عُصْبَةٍ غَاشِمَةٍ ... كهْلُها يَسْبِقُ فِي الشِّرِّ فتاها

طَلَبَتْ فِي رُقْعَةِ البِيدِ الرسُولاَ ... وَأتَتْ تَسْعَى شَبَاباً وَكُهُولاَ

يَسْمَعُ الصّدِّيقُ جَمْعاً هاهنا ... وَهُنا يَسْمَعُ مِنْ قُربٍ فًلًولاَ

أيُ ثَأرٍ هاجَهَا فَاْنطَلَقَتْ ... لا تَرَى عن ذَلِك البَغْيِ عُدُولا؟ َ

أتُرى تُدْرِكُ معنى الارْتِحَالِ ... وَتَرى أوَّلَ آيات النّضَالِ؟

لو تَخَطّتْ حُجُبَ الغَيْبِ رَأتْ ... مِلء هَذِِي البِيدِ من سُمْرٍ عوالِ

تَرْجُفُ الأرْضُ بِجَيْشٍ لَجِبٍ ... ظَافرِ الإقْدَام نشوانِ النِّصالِ

رَفَعَ الرَّايَةَ فِيهِ سَيِّدٌ ... يَجْعَلُ العَفْوَ بِهِ فَوقَ القِتَالِ

قالَ عِنْدَ الغارِ: يا قومِ هنا! ... قائلٌ منهم. . . ونادى موقنا

ورأى الصّدِّيقُ ما أَزْعَجَهُ ... فَشَكا البَثَّ وأبدى الحَزَنا

قال لا آسَي إذا نُجّيتَ مِنْ ... ذا وإن أوذِيتُ أوْ مِتُّ أنا

وَرَأى أحْمَدُ لا يَخْشى العِدَا ... ولَئِنْ كدَّرَهُ ذَاك الصَّدَى

قالَ: لا تحْزنْ! وَصَلَّي قائماً ... يَحْمَدُ الله عَلَى مَا أيَّدَا

أنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ سَكَناً ... وَوَقى الَجارَيْنِ مِن شَرٍ بَدا

وَتَوَلْتْ عُصْبَةُ الشِّرْكِ؛ فمَا ... يَفْتَحُ البَاطِلُ حِصْناً مُوصَدَا

أي حِصنٍ صَدَّ هاتيك الجُمُوعا ... فَتَوَلْوا عَنْهُ مِن يَأسٍ رُجُوعا؟

صِيغَ مِن أوْهَنِ نَسْجٍ بابُهُ ... لا يُرى إلا خُيُوطاً وَرُقوعا

مَا دَنَا مِنْهُ فتىً إلا انثنَى ... وَاجِفَ القلْبِ وَمَا كانَ هُلوعَا

أفْزَعَ الشِّرْكَ مِنَ الغَارِ غِناءُ ... فإذَا أَفْئِدَةُ الشِّرْكِ هَوَاء

ذَاتُ طَوْقٍ جَاوَبَتها أُختُها ... يا دُعَاءً رَاحَ يَتْلُوهُ دُعَاء

رَوِّعَا الشِّرْكَ بِلَحْنٍ هاتِفٍ ... إنّمَا كانَ مِن الله النَّجَاء

إنْ أتَى النَّصْرُ مِنَ الله فمَا ... يَنْسِجُ العَنْكَبُ - دِرْعُ وَوِقاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>