للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

له يا أبا الخطاب؟ فجلست إليه وتحلق الناس حوالينا وتكنفونا، وأخذت أحدثه بشأنه، ووالله ما يزيد على أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنّا لله وإنا إليه راجعون، فلما فرغت من خبري ما زاد على أن قال:

وكنتُ إذا الأيام أحدثنَ هالكا ... أقول شكوى ما لم يُصبنَ حميمي

ثم رفع وجهه إلى السماء وقد تندت عيناه ثم قال: اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت لي ثلاثة، فلك الحمد فيما أخذت وأبقيت؛ اللهم أخذت عضوا وتركت أعضاء، وأخذت ابنا وتركت أبناء، وايْمُ الله لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لطالما عافيت، سبحانك ربنا وليك المصير، قوموا إلى جهاز أخيكم يرحمكم الله، وانظروا لا تكون عليه نائحة ولا معولة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النياحة، ومُرُوهن بالصبر للصدمة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على امرأة تبكي صبيا لها فقال لها: اتقي الله واصبري، فقالت: وما تبالي بمصيبتي! فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت: يا رسول الله لم أعرفك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر عند أول الصدمة

وجزاك الله خيرا عني وعن ولدي يا أمير المؤمنين، (فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين؛ وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)

محمود محمد شاكر

<<  <  ج:
ص:  >  >>