للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألواناً من الجهاد تطغى على هذه النهضات، وتكبت هذا النشاط، وتفل هذه القدرة، وتحاول أن تطفئ شعل النور فيها. . .

لقد كنت وقفت منذ حين أرد على الذين أعماهم الغرور في لبنان وغير لبنان، فادّعوا الدعاوي وتقوّلوا الأقاويل وحاولوا أن يغمزوا الأدب المصري وأن ينالوا منه، وأن يتعرضوا لطائفة كبيرة من الأدباء. . . وأنا أجدني اليوم مضطراً أن أقف مرة ثانية موقفاً لا يختلف في حقيقته عن الموقف الأول. . . فنحن في الأقطار الإسلامية الأخرى نؤمن بكل هذه الجهود التي تبذلها مصر؛ ونحن نكبر هذا النشاط الذي يتراءى في أجوائها ساطعاً كالنور؛ ونحن نغذي نهضتنا وأدبنا بكل ما ينطلق من قيثارة شعرائها، وصفحات كتابها؛ ونحن ننعم بهذا العطر الذي تنشره مع النسائم، وهذا الألق الذي تشمه في سموات الفكر. . . ولكننا نريد أن لا نُغفَل هذا الإغفال، ولا نُهمل هذا الإهمال

إن زعامة مصر أمر لا شك فيه. . . وليس ثمة من يناقش في الأمور البديهية المسلمة؛ فلم نخرج بالأمور إلى مفاضلات ومقارنات لا تفيد في تقرير رأي، ولا تنفع في الوصول إلى نتيجة، ولا يكون من ورائها إلا اللغط؟

وبعد. . . فإن لك يا سيدي في قلوبنا حرمة، وفي نفوسنا منزلة، ونحن نحاول هنا أن نحملك على أن تجلو هذا الذي استغلق على الناس، ولقد متعهم بصفحة رائعة؛ ووقفت منهم موقف الخطيب الموفق. . . واهتزت لك أفئدة وتولاّك الإكبار من كل جانب. . . وتهافتت عليك البطاقات معجبة راضية مغتبطة، فتقبلتها باسماً ضاحكاً مغتبطاً. . . فهلا تقبلت معها هذه الكلمة؟. . .

(القاهرة)

شكري فيصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>