للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإلى ما وراء هذا الغلاف

ولقد صادفت فكرة (فرنل) عن الموجات الضوئية ووصفها بأنها مستعرضة عقبة جديدة، ذلك أن الأثير باعتباره مادة شبيهة بالغازات لا يقبل غير الموجات الطويلة، وقد استمسك (فرنل) برأيه في أن الضوء أمواج مستعرضة حتى أنه، عندما تشبث (بواسون) التموجات الطويلة هي وحدها الكائنة في الأجسام الغازية، لم يسع (فرنل) إلا أن يطلب من هذا العالم أن يصحح رأيه في خصوص الأثير الذي قد يكون له خواص الأجسام الصلبة، ويقول (ريشنباخ) تصميم (فرنل) هذا كان سبباً لكي يمتنع زميله (أراجو) أن يوقع معه النشرة العلمية النهائية الخاصة بهذا الموضوع. وفي القرن التاسع عشر عكف العلماء على القيام بتجارب عديدة يتبنون منها وجود هذا الأثير ويتعرفون بها على شيء من خواصه، وتساءل بعضهم ماذا يحدث في الأثير عندما يتحرك جسم فيه؟ ثمة احتمالات ثلاثة:

الأول أن يحمل الجسم معه الأثير بأسره المحبوس بين جزيئات الجسم. والثاني أن للأثير مرونة عظيمة تسمح أن يمر الجسم فيه دون أي احتكاك ظاهر

والثالث أن يكون للأثير حالة متوسطة، أي أنه يشترك جزئياً مع حركة الجسم، وهو رأي مال إليه (فرنل) وعززه بحسابات أراد منها أن يعرف درجة اشتراك الأثير في مثل هذه الحركة

وقد عمد فيزو لتحقيق ما ذهب إليه فرنل، وفي تجربة معروفة أرسل شعاعاً في أنبوبة مملوءة بالماء الجاري كما أرسل في الأنبوبة ذاتها شعاعاً آخر في الاتجاه المضاد، بحيث يسير مع الماء أحد الشعاعين ويسير بعكسه الشعاع الآخر، وباعتبار أن المادة الحاملة للضوء هي الأثير وأن هذا، وفق النظرية المتقدمة، يتحرك مع الماء بعض الشيء؛ فإنه يجب أن تختلف السرعة لشعاعي الضوء في الحالتين. وباللجوء إلى طريقة دقيقة استخدم (فيزو) فيها لقياس السرعة ظاهرة التداخل الضوئي استطاع أن يقيس الفرق بين السرعتين، فأيدت صحة هذه التجربة فكرة (فرنل) عن وجود الأثير وعن معرفة شيء عن حركته

على أن تجربة أخرى تعد في نظري من أهم التجارب التي أحدثت انقلاباً في التفكير الحديث قام بها العالم المعروف (البرت في سنة ١٨٨١، وكان لها أثر في عقيدة العلماء

<<  <  ج:
ص:  >  >>