للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسين لابن عمه أحمد، وقد تبين في لهجته الجد والصدق

لم ينم حسين ليلته إلا غراراً وقد ذهبت به الهواجس كل مذهب، ولما أخذته سنة رأى في نومه أنهم قد ذهبوا به إلى القبر وأنه فزع من ضمة القبر وظلمته؛ وأنقذته الديكة بتصايحها من حلمه المخيف، فهب، ولكنه تمنى لو كان الحلم حقيقة. . . أنزف ثريا إلى غيره وهو حي؟. . . ثريا ابنة عمه التي ما أحب غيرها وهي منذ الصغر مسماة عليه؟ أكان يفعل عمه ذلك لو كان أبوه حياً؟ وماذا جنى حتى يطعنه عمه تلك الطعنة؟ لا شيء إلا أنه يطالب بحقه. . . وما قيمة الحياة مع هذا الهوان؟

وتمثلت له أيامه الجميلة، أيام سعادته بحب ابنة عمه، أيام كان يناقلها الأحاديث العفة، وهي مطرقة في سذاجة حلوة تستروح نسمات الحب، وتحلم أحلام الحب، وترى في أبن عمها دنيا آمالها، ويرى فيها جنة أحلامه. . .

وعول من فوره أن يذهب إلى منعزله على ضفة الترعة، فما يطيق العيش على مقربة من عمه. . . بل إنه ما يطيق الوجود كله، وامتطى مهره وانطلق بعد أن قابل عزيزة؛ ومر في طريقه بخيام البدو فلم ير عفراء هناك. . . على أنه كان من همه في شغل عنها وعن سالف لهوه معها.

- كيف الحال يا شيخة العرب؟

- الحمد لله. . . ربنا يخليك يا سيدنا البيك

- مين هوه الجدع اللي كان هنا الغريب ده؟

- ربنا يكفينا شره. . . الله يسهل له. . . دا بعيد عنك. . . دا يقتل الرجل بجنيه أو بكيلتين حب

- ولم يأتي عندكم؟

- دا يروح عند أي جماعة من العرب، ما حدش يقدر يكلمه. . . يا ما يأخذ من هنا خبز ولحم وشاي. . .

وكان حسين يعرف الكثير من أحوال هؤلاء الأعراب الذين يحترفون القتل، وليس يدري لم لاح له شبح الجريمة منذ رأى ذلك الأعرابي. . . هل جاء لقتل عمه؟ يفعلها علي بك ولا يبالي. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>