للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحرص عليه حرصاً شديداً

ويختزن النمل غذاء كافياً ليستهلكه في الشتاء، إلا أنه في بيوت بعض الأجناس لم يعثر العلماء على غذاء مخزون للشتاء، كما أن مثل هذا النمل لا يخرج شتاءً للبحث عن غذاء له. وبعد بحث وجدوا أن مثل هذا النمل يكون شتاء في حالة ركود أشبه ما تكون بالنوم. فلا يحتاج في هذه الفترة إلى قوت، حتى إذا لاحت تباشير الدفء في الجو بإقبال الربيع خرج يسعى لرزقه.

وقد توجد حشرات أخرى تشاطر النمل مسكنه وغذاءه، وقد أحصى العلماء خمسمائة حشرة مختلفة تعيش معه نظير أن تقوم ببعض الخدمات كتنظيف البيت، أو إعطاء بعض لإفرازات من جسمها حلوة الطعم كالتي يمنحها إياه بعض أنواع القمل، إذ تضغط النملة بقرني الاستشعار على مؤخر جسم القملة، فيخرج سئل تمتصه. إلا أن بعض الحشرات قد لا ترعى أصول الضيافة وتلتهم الغذاء المخزون للشتاء، عندئذ ينتقض النمل عليها يطاردها وقد يلتهمها

وللنمل أعداء كثيرة أشهرها: (آكل النمل الذي يستطيع أن يبتلع الآلاف منه دفعة واحدة رغم ما يخرج من جسم النمل في فم آكله من سائل حمضي هو حامض النمليك. ويمكن استحضار هذا الحامض كيميائياً من جسم النمل بالتقطير

ويتعهد النمل إحدى يرقاته الصغيرة حين تخرج من البيضة بغذاء خاص حلو الطعم يعرف بالغذاء الملكي. وتصبح هذه اليرقة فيما بعد ملكة على النمل، وهي وحدها القادرة على وضع البيض؛ أما اليرقات التي لا تطعم هذا الغذاء فتصبح ما يسمى (الشغالة) وظيفتها استحضار الغذاء والتنظيف ومهاجمة العدو؛ ولكن لا تستطيع أن تضع بيضاً

وللنمل في سبيل المحافظة على النوع مشاهد عجيبة، فقد أخذ العالم (لوبوك) يوماً نملة من كوم صغير النمل ومعها مئات من البيض ووضعها جميعاً في كأس صغيرة، فما كان من النملة إلا أن استمرت طيلة اليوم ترجع واحدة ثم واحدة من البيض إلى الكوم وقد أخذت هذا العمل المضني على عاتقها بدون مساعدة، حتى أفرغت وحدها الكأس كلها

أحمد علي الشحات

بكالوريوس العلوم ودرجة الشرف

<<  <  ج:
ص:  >  >>