للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فآثارهم في الشعر والنقد والأدب، ستضيف ثروة عربية خالدة إلى التراث العربي بعد حين. . . ويكفي أن نعد منهم على سبيل المثال: أمين الريحاني وميخائيل نعيمة وأيليا أبو ماضي والياس قنصل والمرحوم جبران خليل جبران - على ضعفه اللغوي -

وللأمير اقتراح طيب، وهو اتخاذ قرار حكومي يقضي بأن تكون جميع إعلانات المتاجر مكتوبة بالعربية. وليس في تنفيذ هذا الاقتراح صعوبة عملية

وينتقد الأمير التعليم في بعض كليات الجامعة المصرية بغير العربية. وهو انتقاد له وجاهته وخطره، فإن العربية لم تثبت بعد عجزها عن أن تكون لغة العلم. وليس الكلام هنا ملقى على عواهنه، فقد أثبت المعهد الطبي في دمشق صلاح اللسان العربي لتعلم الطب مع التكميل فقط بالفرنسية. ولم يكن قول المرحوم حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية:

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ... وما ضقت عن آيٍ به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات؟

أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟

لم يكن هذا القول خيال شاعر. وإنما هو حقيقة أدركها حافظ المتبحر في اللغة والأدب

ويشير الأمير إلى (الرسالة الغراء) لما نشرته خاصاً بنية الحكومة تعزيز المجمع بعشرة أعضاء مصريين، ويشك في قدرة هؤلاء العشرة على وضع معجم عربي تعرّف فيه الألفاظ تعريفاً علمياً جامعاً مانعاً كما في معجم لاروس الفرنسي. وليأذن لنا سموه أن نقول إنه يسيء الظن بهمم العلماء من العرب. وإذا كان هؤلاء العشرة - غير مسمَّيْن - عاجزين عن وضع معجم عربي أفرنكي حديث؛ فليس معنى هذا أنهم يعجزون عن وضع معجم عربي دقيق. فالأول عمل عظيم يحتاج إلى زمن طويل وصبر طويل وجهاد طويل، أما الثاني فهو عمل يحتاج إلى قليل من الصبر وكثير من التنظيم. . . فإن واضعي المعجمات العربية - رحمهم الله وأحسن إليهم - كان ينقصهم كثير من (الفن النظامي) لوضع المعاجم.

إني مع سمو الأمير الجليل في أن معجماتنا القديمة لا تشتمل على كل اللغة. ولا تعرف الألفاظ العلمية تعريفاً جامعاً. وهذا واضح لمن يبتلي منها كل يوم بهذا التعريف (نبات معروف) أو (حيوان معروف). والله يعلم أنه مجهول إلى الأبد. . . وأزيد عليه أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>