للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مناحي الحياة التشريعية ويمد يديه في كل ناحية تقنينية

هذه هي التركة المثقلة بالديون التي خلفها لنا الأقدمون، وهذه هي المسؤوليات الجسام التي يجب أن تقوم بها كلية الشريعة خير قيام؛ وهل هناك من يضطلع بهذه الأعباء إلا كلية الشريعة التي أنشأتموها لتقوم بهذه المهمة وسط هذه الزوابع والأعاصير، ولكنها بحالتها الراهنة لا تستطيع النهوض بهذه الأعباء، وذلك لما يأتي: -

أولاً: إن دراستها للتشريع الإسلامي دراسة بعيدة عن روح التشريع وبيان أسراره في كل باب من أبوابه

ثانياً: قصر دراستها للفقه الإسلامي في صورة تمثل حوادث وأحوال أناس خلقوا وعاشوا في عصر غير عصرنا وزمان غير زماننا، وعدم استعانتها في دراستها بأساليب العرض العلمي الحديث

ثالثاً: عدم قيامها بدراسة القانون الوضعي

لذلك كان طبيعياً أن تشعر كلية الشريعة ببعد الشقة بينها وبين الأمة، بينما تتهيأ شقيقتاها عن طريق الوعظ واللغة لأخذ نصيبها في الحياة؛ وإلا فأين منا الفقيه الذي يستطيع كما تذكرون فضيلتكم أن يحل مشاكل العصر وأين منا الذي يستطيع أن يسير على نهج فضيلتكم في التفكير فينتج إنتاجكم في القضاء والتشريع؟

يا صاحب الفضيلة:

لعل الساعة تكون قد حانت لوضع حد لهذا النقص في دراستنا بتحقيق هذين المطلبين في أوائل العام الدراسي القادم وهما المطلبان اللذان نرى أنهما وحي من وحي روحكم وأمنية من أسمى أمانيكم

المطلب الأول: أن ينتظم برنامجنا الدراسي إلقاء سلسلة من المحاضرات الأسبوعية في موضوعات لها صلة بدراستنا وبمشاكل الأمة، تكشف لنا القناع عن كنوز الفقه الإسلامي الغني بأعظم الثروات وأحدث المبادئ ووجه صلاحيته لإنقاذ الأمة من براثن الفوضى التي تعاني آلامها في جميع مناحي الأجتماعية، والسياسية والمالية، على ضوء الحوادث المتجددة والنظريات الحديثة، على أن يقوم بتنظيم هذه المحاضرات وإلقائها أكفاء نابهون من العلماء الذين لهم جولات في هذه الأبحاث ووقفوا على أسرار التشريع، واحسنوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>