للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن نظرنا إلى مجموعة الأشعة التي نعرفها الآن الكهربائية كانت أم ضوئية لوجدنا أن أسهل مراحلها في الدراسة هو الأشعة المرئية التي ذكرنا أطوال أمواجها، ولقد استخدم (نيوتن) وغيره أبسط الأجهزة ليقوم بتحليل أشعة الشمس أو عكسها أو كسرها، وتسنى له بابسط الوسائل أن يجوب هذه الدار من مراحل الإشعاع، وزودنا باستخدام أشعة الشمس وبثقب كان في نافذة معمله ومنشور من الزجاج ينصف علم الضوئيات الذي نعرفه اليوم، ولكن لم تكن معرفة ما بعد الأشعة المرئية وما قبلها من الإشعاع بالشيء الهين إذ تطلب ذلك أبحاثاً طويلة ما زالت قائمة حتى اليوم، ولا يتسع هذا المجال لنذكر الوسائل الطبيعية المختلفة والأجهزة المعقدة التي استخدمها الإنسان للتوصل إلى معرفة مراحل الإشعاع المختلفة، فمادة الكوارتز حلت محل الزجاج كما حل اللوح الفوتغرافي والترمومتر وغيره من الوسائل محل العين لمعرفة وجود الأشعة، وكان لهذه الأجهزة شأن كبير في الكشف عن مراحل الإشعاع وقياس سلسلة الأمواج المختلفة التي تبدأ من أشعة الراديو التي تجهلها حواسنا وتنتهي بالأشعة النافذة أو الكونية التي لا تشعر بها هذه الحواس رغم مقدرتها على اختراق ما سمكه عشرة أمتار من الرصاص، وهكذا كشف العلماء عن مراحل الإشعاع التي تقع في منتصفها هذه المنطقة المحدودة، والضيقة من الأشعة المرئية، وهكذا تعرف العلماء على أنواع الإشعاع لمختلف الأمواج كما عرفوا أن سرعة الأشعة الكهربائية هي سرعة الأشعة الضوئية، وأن طبيعة الشعاعين واحدة

على أننا نقسم الأشعة التي نعرفها في الكون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول من الأشعة غير المرئية تبدأ من الأمواج الهرتزية أو اللاسلكية وتنتهي بالأشعة تحت الحمراء

القسم الثاني الأشعة المرئية وتبدأ بالأشعة الحمراء وتنتهي بالأشعة البنفسجية

القسم الثالث: وهو الطرف الآخر من الأمواج غير المرئية وتبدأ من الأشعة فوق البنفسجية وتنتهي على حد ما بلغنا إليه اليوم بالأشعة النافذة والأشعة الكونية، وهي أغرب ما نعرفه من الإشعاعات

ولم يكن التعرف على مراحل الإشعاع نتيجة لتتبع منتظم لأطوال الأمواج المختلفة والبحث عن الأطوال غير المعروفة بين الأطوال التي نعرفها، لأن سبيل تقدير هذه الأطوال وقياس

<<  <  ج:
ص:  >  >>