للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفوز في أكثر الميادين العسكرية ثم تتحطم دفعة واحدة في الميدان الاقتصادي ولا تجد الموارد اللازمة لإمداد جيشها

ولعل القارئ يذكر ما أصاب المالية الألمانية من إفلاس عقب الحرب الماضية، إذ هبطت قيمة المارك الألماني فلم يساور ثمن الحبر الذي طبع به حتى اضطرت إلى إلغائها في آخر الأمر فإن ألمانيا تلجأ إلى طبع الأوراق المالية دون أن يكون لها الرصيد المعدني الكافي الذي يحفظ لهذه الأوراق قيمتها في السوق

هل هو تعديل؟

ويرى بعض المفكرين من كثرة اعتداء ألمانيا على الدول الصغيرة المجاورة لها تعديلاً لخططها الاقتصادية الحربية. فهي في عرفهم تحصل على موارد البلاد المحايدة آناً بالتهديد وآناً بالاجتياح فإن الرعب الذي يستولي على دول البلقان يجعلها تقدم لألمانيا كل ما تطلب منها اتقاء لشرها. وقد ازداد رعب هذه الدول نتيجة لتقدم الألمان في فرنسا وبلجيكا فأصبحت أقل مقاومة وأكثر ليونة تحت الضغط الألماني

وكلما قصرت الموارد في ألمانيا اجتاحت دولة لتحصل على مواردها ونقدها. ولكن من المشكوك فيه أن تظل الدول التي تجتاحها بقرة حلوباً بسبب تدمير الجيوش للمرافق العامة أثناء انسحابها، ولان أكثرها الآن يحفظ رصيد نقده في أماكن بعيدة عن الخطر مثل أمريكا التي تحتفظ فيها أكثر الدول بأموال كبيرة

أمريكا تفزع

وكشفت حركات ألمانيا الأخيرة عن عدة مشاكل دولية قد تؤدي إلى اشتراك عدة دول في الحرب. فإن اعتداءات النازية المتكررة أفزعت الأمريكيين، وبعدما كانوا يقصرون أبحاثهم على خير الوسائل لمساعدة الحلفاء بالعتاد الحربي، تبدلت النغمة وظهرت أصوات في مجلس الشيوخ الأمريكي وفي الصحف تطالب علناً بوجوب اشتراك أميركا في الحرب

فالأمريكيون يرون أن النازية مظهر من مظاهر الوحشية والهمجية ويرون أن انتصارها هدم للمدنية الحالية وقضاء على الديمقراطية يرجع بالإنسانية آلاف السنين، حيت كان يخضع المجموع للفرد، ويتحكم السيف في رقاب الناس بدلاً من المنطق والعقل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>