للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعيدة، ولكن الاتجاه الصحيح قد بدأ سنة ١٨٢١، بعد أن كشف أورستد (ص٣٧) التأثير المغنطيسي للتيار الكهربائي، إذا اقترح أمبير (ص٤١) عقب ذلك) وفي نفس سنة ١٨٢١ استغلال هذا الكشف الجديد لتطبيقه في التغلراف. ومن ذلك استطاع جاوس العالم الطبيعي الألماني وفبر (أستاذ الطبيعة في جامعة جوتنجن) سنة ١٨٣٣ من إقامة أول خط تلغرافي في العالم بين المرصد وقسم الطبيعة في هذه الجامعة، وكانت المسافة بين المكانين ٩٠٠٠ قدم، وقد اشترك يوسف هنري الأمريكي (ص٧١) في أبحاث التلغراف، وهو الذي اقترح استعمال المغنطيس الكهربائي الذي له الفضل في تحسينه ورأى أن يوضع أمام قطبيه قطعة حديد تمس حافظة، فإذا وصل التيار إلى ملف المغنطيس الكهربائي انجذبت إليه الحافظة وحدث صوت في (دقته) واقترح شتاينهيل الألماني بعد دراسة عميقة أنه يمكن استعمال الأرض موصلاً بدلاً من إقامة سلك آخر لإتمام الدائرة الكهربائية وقد أعلن ذلك إلى أكاديمية العلوم بجوتنجن سنة ١٨٣٨، وقد حاول هويتستون في إنجلترا أيضاً الوصول إلى اختراع التلغراف، ولكن النصر الأخير والفوز الأعظم جاء على يد موريس الأمريكي

مورس

ومن ذا الذي لم يسمع بموريس؟ أو من ذا الذي لم يسمع (بالنقطة) و (الشرطة) اللتين أتخذهما موريس نظاماً وجعل منهما رموزاً للحروف الأبجدية والأرقام وغيرها، فجعل حرف الألف من نقطة وشرطة، والباء من شرطة وثلاث نقط، ورقم الخمسة خمس نقط وهكذا. إننا نسمع دقات التلغراف في مكانها كأنها تنادي باسم موريس آنا الليل وأطراف النهار

وقد بدأ موريس حياته فناناً، بل وفناناً عظيماً، ويكفيه فخراً في هذا المضمار أنه الذي أسس أكاديمية الرسم الأهلية في نيويورك، وقد تلقى أصول دراسة هذا الفن في أوربا، وأثناء عودته إلى بلاده سنة ١٨٣٢، خطرت له أول خاطرة في التلغراف، وتمكن من بناء أول تلغراف عقب ذلك في نفس السنة، ولكنه كان يعوزه المال اللازم لبنايته وعرضه على الناس، واضطر إلى الانتظار ولكنه في الوقت نفسه كان يعمل على إدخال التحسينات في تركيبه، حتى أوفى على الغاية من الإتقان، وتسنى له أن يعرضه على الناس سنة ١٨٣٧

<<  <  ج:
ص:  >  >>