للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حبيبها وتحيته لها، فرفعت رأسها قليلاً ثم شرعت تقص عليّ كيف عاشاً معاً حبيبين، ولكنه ذهب أخيراً للحرب في سبيل وطنه، ثم رجع محطما فقضي بقية حياته في المستشفى

إنها مأساة كغيرها من آلاف المآسي التي أنزلتها بنا الحرب ولقد وجدت صعوبة في تفهيم الفتاة كيف استطعت أن آتي لها برسالة من حبيبها المتوفى. ولكني حاولت ذلك جهدي

أرشدتني الشابة إلى دار حبيبها الفقيد الذي يبعد عن دارها مسافة خمس عشرة دقيقة على الأقدام، وإذ ذهبت هناك وجدت رجلاً يكسر خشباً في المطبخ فسألته:

- هل أسمك (فريزر)؟

- نعم

- هل زوجتك ميتة؟

- نعم

- هل فقدت ولداً في الحرب؟

- نعم

- هل كان لولدك حبيبة اسمها (مس كارول)؟

- نعم

وعندئذ تناول صورة شمسية من الجدار وأراني إياها. حقاً كان الرجل ذكياً محترماً في طبقته، وحين أوضحت له غرضي من زيارته، وقصصت عليه حديث ابنه وزوجته التي أرسلت إليه تحية الحب، كنت كأني قد لمست وتراً حساساً من قلبه فقال: (قد قرأت مؤخراً عن السر أرثر كوناتن دويل). وعلى هذا كان الرجل مهيَأً بعض التهيؤ لفهم الحقائق التي أدليت بها إليه

وبعد أن دخنَّا وتحدثنا رجعت إلى داري شاعراً ببعض الاطمئنان لما قمت به في ذلك الصباح، ولكني ما زلت أحس بقية شك في حنايا النفس. كان عليَّ أن أعرف سبب ذلك الخلط في الأسماء، إذ كيف أعطانا الشاب اسم (أرثر ايم) ثم انقلب الاسم بعد ذلك إلى (أرثر فريزر). سألت زوجتي فأجابت بأنها لا تعلم ولسوف تبحث الأمر. . . وبعد لأي جاءتني بالتفسير التالي أنقله بدون تعليق: (إن اسم الشاب هو (أرثر فريزر) ولكنه حين كان يخاطبك جاء رجا آخر يقال له (. . . ايم) فوقف إزاءه. لقد كان هذا الرجل الأخير

<<  <  ج:
ص:  >  >>