للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وستدخل إنجلترا هذه الحرب أيضاً تنفيذاً لسياسة مناوشة ألمانيا ومهاجمتها كلما سنحت الفرصة، وتنفيذاً لتعهداتها حيال اليونان وتركيا

أما موقف إنجلترا الأخير حيال رومانيا، إذا اجتاحت الروسيا جزءاً من أراضيها فلم ترسل قوات لنجدتها، فيفسره أن رومانيا لم تدافع عن نفسها، بل قبلت شروط الروسيا وتخلت عن الأرض، ولو قاومت الجيوش الرومانية تقدم الجيوش السوفياتية لتغير الموقف ولأرسلت إليها إنجلترا القوات اللازمة. وإذا كانت رومانيا لم تتحرك للدفاع عن نفسها، ولم تطلب معونة إنجلترا، فهل يحق لمنصف أن يطالب إنجلترا بالتصرف بينما صاحبة الشأن الأول لم تدافع عن نفسها؟

وتعود حركة الروسيا الأخيرة بخسارة كبيرة على ألمانيا وإيطاليا، كما أثرت على هيبة بريطانيا، لأنها لم تستطع الوفاء بعهودها. أما خسارة دولتي المحور فترجع إلى استيلاء الروس على مناطق كان أكثرها يزرع لحساب ألمانيا، فيمدها بالمواد الغذائية، وترجع أيضاً إلى اقتراب الروسيا من مناطق البترول الرومانية.

نحو البترول

فالمسافة بين الجيوش الروسية الآن وبين ينابيع البترول الرومانية أقصر من المسافة بين الحدود الألمانية وهذه الينابيع، وكذلك طبيعة الأرض من ناحية الروسيا أسهل منها من ناحية ألمانيا، فالمناطق التي تقابل الروسيين سهول، ولكن جبال كراباتيا تقف في منتصف الطريق بين ألمانيا ومناطق البترول. فإذا حان وقت تمزيق رومانيا فالغالب أن تستولي الروسيا على هذه المناطق

ويظهر أن الروسيا تتبع سياسة بعيدة الغرض منها السيطرة على جميع دول أوربا. فيلاحظ عند احتلالها لبولندا أنها استولت على مناطق البترول فيها ووضعتها تحت سيطرتها، وتركت لألمانيا المناطق الأخرى. ويلاحظ أيضاً في حركتها الأخيرة أنها اقتربت من مناطق البترول الرومانية ولم تقصر استيلاءها على بسارابيا، بل احتلت شمال بكوفيتا، حتى تجد منفذاً للالتفاف حول جبال كراباتيا فيتاح لها الدفاع عن مولدافيا وفلاكيا اللتين بهما أغنى مناطق البترول في أوربا

ويستنتج من هذا أن الروسيا وضعت سياستها على أساس السيطرة على بترول أوربا،

<<  <  ج:
ص:  >  >>