للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يغلب على تلاميذها أن يكونوا من أوساط اجتماعية راقية تتفوق في الذكاء في كل عمر على المدارس التي يغلب إلى تلاميذها أن يكونوا من أوساط اجتماعية متواضعة، وأن الفرق بين ذكاء هذين النوعين من المدارس ليس كبيراً إذا قيس بالفرق بين متوسط ذكاء كل منهما ومتوسط ذكاء المدارس الأولية

رأينا إذاً كيف تتعسر المقارنة بين متوسط ذكاء أمة ومتوسط ذكاء أمة أخرى لاختلاف البيئات، هذا الاختلاف الذي له أثره في تنشيط الذكاء الفطري وشحذه، ولصعوبة إيجاد (عينات) ممثلة كل التمثيل لأفراد الأمة وأوساطها المختلفة تجري عليها اختبارات الذكاء. وعلماء النفس يدركون هذا التعسر ويُقرّونه، ولكنهم بالرغم من ذلك حاولوا التغلب عليه ودراسة الفروق الذكائية بين الأمم، فالتجارب التي أجريت في الولايات المتحدة لقياس ذكاء الزنوج ومقارنته بذكاء الأمريكيين البيض أسفرت عن أن الزنوج أقل ذكاء من الأمريكيين في كل المقاييس التي تتطلب حل معضلات معنوية مجردة بينما يقربون من الأمريكيين أو يشابهونهم في الذكاء الذي يحتاج إليه في حل المعضلات العملية أو المحسوسة، كما تدل على ذلك نتائج المقاييس العملية ومما لا جدال فيه أن القدرة على التفكير المعنوي المجرد والحكم تتأثر إلى حد كبير بالتربية والثقافة العامة، ونوع العمل الذي يقوم به الفرد. ومهما يكن السبب - وراثياً أو بيئياً - فالحقيقة الواقعة هي أن الزنوج أحط ذكاء كجماعة من الأمريكان البيض

في أثناء الحرب الكبرى الماضية قيس ذكاء أفراد الجيش الأمريكي، وكان بينهم جماعات ذوو جنسيات أوربية مختلفة: إنجلترا، وهولانديون، ودنماركيون، وإيطاليون الخ. وقد استغل علماء النفس نتائج اختبارات الذكاء في معرفة ما إذا كانت هناك فروق ذكائية بين الأمم الأوربية ممثلة في جماعات الجيش الأمريكي. درست النتائج دراسات إحصائية مطولة، وكان ترتيب الأمم ترتيباً تنازلياً بحسب الذكاء هو:

(١) إنجلترا (٢) اسكوتلندا (٣) هولندا (٤) كندا (٥) ألمانيا (٦) الدانمراك (٧) السويد (٨) النرويج (٩) ايرلندا (١٠) النمسا (١١) تركيا (١٢) الروسيا (١٣) البلجيك (١٤) اليونان (١٥) إيطاليا (١٦) بولندا

والمتأمل في هذا الترتيب يرى أن سكان الأقطار الأوربية الشمالية (الجنس الشمالي) أذكى

<<  <  ج:
ص:  >  >>