للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكأني بالأستاذ أحمد أمين قد خيل إليه أنه أتى في هذا الرأي الأخير بالقول الفصل في واضع علم النحو، مع أن الأمر قد اشتبه عليه في ذلك اشتباهاً ظاهراً، لأن أصل الخلاف في واضع علم النحو إنما هو في أصوله الأولى، لا في هذا النحو الذي نعرفه؛ لأنه لا يمكن أن يختلف أحد في أن هذا النحو الذي نعرفه يرجع إلى كتاب سيبويه، وقد أخذ سيبويه كتابه عن الخليل ابن أحمد، بل قيل إن هذا الكتاب للخليل لا لسيبويه، فليس بشيء بعد هذا أن يقال إن الخليل واضع هذا النحو.

وقد ذكر الأستاذ محمد طنطاوي في كتبه نشأة النحو (ص ٢٠) أن عيسى بن عمر الثقفي - وهو من الطبقة الثانية والخليل من الطبقة الثالثة - ألف كتابين في النحو: أحدهما مبسوط سماه الجامع، والآخر مختصر سماه الإكمال، وأن الخليل قال في إطرائهما:

ذهب النحو جميعاً كله ... غير ما أحدث عيسى بن عمر

ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر

ويؤخذ من هذا أن اسم النحو كان معروفاً قبل الخليل، وأن كتباً جامعة ألفت فيه قبله، فكيف يقتضب الأستاذ أحمد أمين ذلك كله؟

(عالم)

قصتان والفكرة واحدة

قرأت في العدد الماضي من الرسالة كلمة بهذا العنوان الأديب حسين الحوفي بدمنهور، يقول فيها: إن فكرة قصتي (من أدباء الجيل) المنشورة بالعدد ٣٤٥ من الرسالة تشبه قصة الأستاذ محمد أبو طائلة عنوانها (الشهرة) نشرت بالعدد ٤٩٨ من مجلة كل شيء والدنيا (وإن اختلف الأسلوب والعنوان وبعض الحوادث الثانوية)

وأحسب أنه مما يهم قراء الرسالة أن يعرفوا أنني لم يكن لي حظ قراءة تلك القصة المشار إليها حتى اليوم، وقد تكون الفكرة في القصتين واحدة - كما يقول الكاتب - أو لا تكون؛ ولكن ذلك لا يطعن في عمل أدبيٍّ لم أستلهمه إلا من وجداني الخاص لحادثة بعينها قد يكون مثلها مما مر على الأستاذ أبو طائلة في بعض أيامه، فألهمه فكرة قصته وألهمني. وإذ كان الأمر على ما زعمتُ - وعلى ما يؤكد الكاتب من احترامه لأدبي وتنزيهه عن الانتحال -

<<  <  ج:
ص:  >  >>