للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجيزة إلى باب النار، وطلب إلى بوابها أن يخبر الشيطان بأن رجلاً ينتظر بالباب.

وقال الشيطان للبواب: (اذهب فاسأله من هو؟) فقال الحداد: (قل له إني صاحب الكيس وسيعرفني. وتوسل إليه أن يأمر بدخولي لأني في تعب شديد فقد ظللت أشتغل إلى الظهر وبدأت السير بعد ذلك)

فلما عرف الشيطان من هو الزائر أمر البواب بأن يغلق أبواب الجحيم التسعة ويحكم الرتاج (فإن هذا الرجل إن دخل الجحيم فسيزيد أهلها شقاء)

قال الحداد في نفسه: (لا فائدة من التسكع هنا فسأذهب وأجرب الجنة)

وعاد إلى المكان الذي ترك عنده الخياط وتبع الطريق الذي سار فيه فلحق به ساعة كان القديس بطرس يفتح أبواب الجنة ولكن أبواب الجنة ضيقة لا تسمح إلا بدخول الرجل الهزيل الجسم فتردد الحداد ثم قال في نفسه: (لا ينبغي أن أضيع الوقت)

وفي اللحظة التي كان الخياط فيها يدخل من الباب ضرب الحداد بمطرقته الدلفة المتحركة من ذلك الباب

ولست أعرف إذا كان الحداد لم يدخل من الفرجة التي أنشأها بمطرقته في سور الجنة ففي أي طريق سلك. . .

عبد اللطيف النشار

<<  <  ج:
ص:  >  >>