للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ودعوة أخي الفقيد للمساهمة عن غير وعي في ذلك!

وإن لمن العجيب أن يقال: إن الفقيد لم يكن يعرف الألمانية ولا الروسية، وقد كانتا بين وسائل مراجعه كما يعلم كل من اختلط به وعرفه من أصدقائه الأدباء؛ ولو قيل: إنه لم يكن واسع التضلع في الأخيرة، لكان هذا معقولاً. كذلك من العجائب أن يقال: إن كتاب (لماذا أنا ملحد؟) مترجم. مع أن ثلاثة أرباعه ذات صلات شخصية، وقد انتقده الدكتور أبو شادي في كتاب عنوانه (لماذا أنا مؤمن؟)، فردّ عليه الفقيد ردّاً مطوّلاً بليغاً. فهل كان ناقلاً ذلك الرد عن لغة أجنبية أيضاً؟! يا سبحان الله! أتحارب العبقرية في بلادنا إلى هذه الدرجة؟!

ليقل الشائنون والحاسدون في هذا الألمعي الفذ ما طاب لهم أن يقولوا، فإن العبقرية غريبة دائماً في هذا الشرق، وقد اعتدنا جميعاً ذلك، ولكن العديدين الذين حضروا مجالس أدهم ومحاضراته شهود أحياء على ذكائه النادر وثقافته المدهشة البعيدة عن كل ادعاء، وآثاره التي ستُطبع - بالرغم مما ضاع منها - شهود عدول.

(مؤرخ)

حول مقال (أضرار التشجيع)

قرأت في عدد مضى من الرسالة الغراء للسيد سعيد الأفغاني مقالة عنوانها (أضرار التشجيع) حمل فيها حملة طائشة عليّ ملأها كلمات كان ينبغي أن ينزه لسانه عنها، وما كنت أبيح لنفسي أن أهبط للرد عليه لولا أنه تعرض لكتاب (سر الصناعة) الذي أريد نشره والذي يشهد أستاذي الجليل إبراهيم مصطفى أنني كنت عاكفاً على دراسته وتصحيحه عن نسخة دار الكتب المصرية منذ عام ١٩٣٢ حينما كنت أقرأ عليه العربية في كلية الآداب. ولما أتممت دراستي في مصر ورجعت إلى الشام ظفرت في المكتبة الظاهرية بنسخة ناقصة الجزء الثالث ولكنها جيدة الخط مضبوطة فاستنسختها، ثم أردت مقابلتها على الأصل فاستعنت بالأفغاني في ثلاث أو أربع جلسات في الغرفة التي كان يجلس فيها الأستاذ فوزي العاني أحد موظفي المكتبة، فكنت أقرأ عليه من المستنسخة وهو يقابل ذلك على الأصل، ولما اعتذر عن العمل طلبت من الأستاذ العاني أن يتم العمل في أوقات فراغه ففعل وله الشكر. ثم ذهبت إلى باريس فقابلت نسختي على نسخة المكتبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>