للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سحرتني مفاتن والخريف الريف في المنصورة فما ينفك ناظري وخاطري يسبحان في جو مشرق عبِق من حاضرها الجميل وماضيها المجيد. وكنت الساعة أنتبع بالخيال كتائب الصليبيين وهم يسيرون على ساحل النيل الأيمن من دمياط إلى المنصورة، يقود الحملة الأولى (جان دى بيريين)، ويقود الحملة الأخرى (لويس التاسع)، حتى رأيتهم على الثرى الخصيب الحبيب جزراً للسيوف وطعاماً للوحش. وسرعان ما انتقل ذهني إلى ساحل البحر الأبيض، فرأيت أحفاد أولئك الصليبيين يزحفون من السلوم إلى الإسكندرية في زي غير الزي وسلاح غير السلاح وعدد كأرجال الجراد! فقلت لنفسي وهي تضطرب بين الرجاء والخوف: إن رب الكنانة يا نفسُ عَسىٌّ أن يبعث (صلاح الدين) في هذا العصر، وأن يجعل في (السلوم) السلامة كما جعل في (المنصورة) النصر!

(المنصورة)

أحمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>