للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنها اتخذت نوعين رئيسين لبيئتين متباينتين هما: الماء والهواء، فالحيوانات التي تعيش في الماء كالأسماك تتنفس بواسطة الخياشيم التي تستخرج غاز التنفس من الماء. والتي تعيش على الأرض أو في الهواء تتنفس بواسطة الرئة، والحيوانات البرمائية كالضفادع جمعت بين هذين العضوين (الخياشيم والرئة) فتستعمل الخياشيم في أطوارها الأولى والرئة بقية حياتها

أما أعضاء الحركة فقد تحورت كذلك حسب حاجة الحيوان، فما عاش في الماء تفرطحت أرجله فصارت كالزعانف يستعملها للسباحة ولموازنة جسمه، وتفرطح ذيله كذلك ليستعمله دفةلحركته كالأسماك والحوت. ومن الحيوانات التي عاشت على سطح الارض ما تعود الجري فاستطالت أقدامه وقويت عضلاتها. ومنها ما كانت طبيعته الوثب فتستطيل خلفيتاه فقط. وما اعتاد الحفر قويت أماميتاه، والحيوانات التي عاشت وسط الأشجار كالقردة استطالت أيديها لتتمكن بذلك من الانتقال من فرع إلى آخر بسهولة وسرعة.

أما ما اتخذ الهواء وسطاً لسيره فتكونت له أجنحة تحمله في ذلك الوسط. وقد اختلفت الأجنحة حسب قوة طيران الحيوان، فأحسنها أجنحة الطيور ثم الوطاويط ثم القوارض الطيارة وأمثالها التي تطير مسافات قصيرة، وأقلها الأسماك الطيارة

ولذلك تغير شكل الحيوان الخارجي وتركيبه الداخلي. فالأسماك وأمثالها اتخذت شكلا مستطيلاً مدبباً وتكونت لها مخازن هوائية داخل جسمها تغير حجمها كيف شاءت فترتفع وتنخفض في الماء حسب رغبتها. والحوت تكون في رأسه تجويف عظيم مملوء بالزيت زيادة على تكوين مادة دهنية تحت جلده. هذه المواد الزيتية والدهنية أقل كثافة من الماء فتساعد على تقليل الثقل النوعي للحيوان

والطيور وأمثالها تحورت نحو تقليل وزنها بتكوين أكياس هوائية كثيرة تخللت كل جزء من جسمها حتى عظامها زيادة على الريش والزغب ومحو الأسنان وتقليل الزوائد وتكييف الشكل الخارجي العام بطريقة مناسبة

يظهر مما تقدم كيف اتخذت الكائنات أشكالاً عديدة تضمن لها النمو والتكاثر في الوسط الذي وجدت به، ولكن إذا لاءم الكائن بيئته لدرجة الكمال كان ذلك سبباً من أسباب انقراضه وتلاشيه إذا حدث تغير عم البيئة التي يعيش فيها ككثير من الزواحف الجسمية

<<  <  ج:
ص:  >  >>