للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الانتحار وعلاقته بالشخصية]

للدكتور محمد حسني ولاية

حفزني إلى تناول هذا الموضوع الاجتماعي الهام انتحار عالمين من علمائنا هما الدكتور إسماعيل أدهم، والأستاذ فخري أبو السعود. وقبل أن أبين العلاقة بين الشخصية والميل إلى الانتحار أقول إن بعض علماء النفس والعقل يميلون إلى تقسيم الشخصيات البشرية (الطبيعية) إلى سبعة أقسام اختيارية على غرار الأمراض العقلية والنفسية الرئيسية

الشخصيات:

١ - الشخصية الهوسية: يمتاز صاحبها بالنشاط والحركة المستمرة والاعتداد بالذات، وهي تنطوي على كفاح بين الذات والضمير.

٢ - الشخصية الملانخولية: تتصف بالهبوط النفساني، والكسل واليأس، واتهام النفس، واستحواز الأفكار السوداء على صاحبها. وتمتاز أيضاً بكفاح بين الذات والضمير.

يقول فرويد إن محتويات الهوس النفسانية لا تختلف في شيء عن محتويات الملانخوليا، وإن الشخص في كلا الحالين يصارع نفس المعقَّد وإن الذات تستسلم لهذا المعقد في حالة الملانخوليا ولكنها تسيطر عليه أو تطرحه جانباً في حالة الهوس

٣ - الشخصية الوسواسية: يميل صاحبها إلى حسن الهندام والذوق السليم، ولكنه كثير التردد ضعيف الإرادة. وينطوي الوسواس على كفاح بين الذات ومستقر الغرائز الجنسية في العقل الباطن

٤ - الشخصية الهستيرية: تمتاز بتركيز الاهتمام على الذات والأنانية الشديدة، والاعتماد على معونة الغير. وتنشأ التصرفات الهستيرية من كفاح بين الذات ومستقر الغرائز الجنسية في العقل الباطن

٥ - الشخصية القلقة: تتصف بالقلق، وتوجس الشر، وبلبلة الفكر، والخوف من المجهول

يقول فرويد ليس للقلق صفة محدودة لعدم تعلقه بموضوع ما. وهو وليد دفاع الذات ضد خطر غريزي غير معروف. وكثيراً ما تصبح الحاجة الغريزية خطراً داخلياً ويؤدي إشباعها إلى التماس خطر خارجي يمثله الخطر الداخلي، ولكي تتأثر الذات لابد أن يتحول الخطر الخارجي الموضوعي إلى خطر داخلي غريزي

<<  <  ج:
ص:  >  >>