للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو يكثر من ألفاظ المناطقة من أمثال (المقول) و (المحكومية) و (المصادقات).

وقد يتسامح في بعض الألفاظ الأوربية، فيساير في نطقها عوامّ الناطقين؛ كأن يقول (اللورد كرومر) والصواب (لورد كرومر) لأن (كرومر) مضاف إلى (لورد) وليس عطف بيان. وتلك غلطة وقع فيها الأستاذ أحمد أمين وهو يقدم ديوان حافظ إبراهيم.

والنعت السببي حيران عند إضافته إلى الموصوف، فقد يُعرَّى من اللام كما وقع في أمثال عبارة (الرجل الفلاح طويل القامة، كبير الرأس، كثيف اللحية) وقد يحلَّى باللام في مثل عبارة (الحديث القليل القيمة).

وقد يغيب وجه الإعراب عن أستاذنا لطفي السيد في بعض الأحايين، كأن ينصب (الصفات) بالفتحة كما ينصب (الذات) وهي غلطة غير مطبعية، وقد يُشكل عليه الرسم الإملائي أحياناً فيرسم ألفاً بعد الواو من (يدعو الرجال) وهو ينسى أن الألف الفارقة لا ترسم إلا بعد واو الجماعة، وتلك دقيقة إملائية تخفى على بعض الناس؛ ولعلها لم تخف إلا على مصحح الكتاب.

وقول (أَلفَتَ) والصواب (لَفَتَ).

ويتعرض للغة أحياناً فيخطئ، كأن يمر بكلمة (التقعر) فيرى استعمالها في الذم غير صحيح، وحجته أن الكميت يقول:

البالغون قُعُور الأمر تروية ... والباسطون أكفّاً غير أصفار

والمتأمل يدرك أن التقعَّر (تفعُّل) وهو من صور التكلف كالتشدّق والتصنّع.

القول الفصل

والقول الفصل أن أسلوب لطفي السيد في المنتخبات هو أسلوبه قبل ثلاثين سنة، يوم كان قليل الاحتفال بالأداء، ويوم كان قليل المحصول من ثروة اللغة العربية، كما صرح هو نفسه بذلك في الصفحة ١٦٢.

ويجب وفاءً للحق والتاريخ أن نسجل أن لطفي السيد اهتم بعد ذلك بالتزود من اللغة العربية، حتى جاز له أن يشارك في بعض المحاورات النحوية والبلاغية، وحتى صار بالفعل من أعرف الناس بخصائص الأساليب.

ذكَره الله بكل صالحة، فله علينا فضلُ لن ننساه، ولو طال الزمان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>