للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهل يتوجّه اللوم في هذا لهم أم أين يتوجّه. . .؟

يقول صديقنا الدكتور البهي في مقاله الذي فيه صدق كثير:

(فإلى أن تنشر رسائل جماعة كبار العلماء فينا - لأن عملهم وحده أمام التاريخ وأمام الحكم العدل هو الأساس الذي يبنى عليه الآن التقدير والاعتراف أو عدم الاعتراف بشخصية الأزهر العلمية - يجب علينا نحن الذين لم يصبحوا بعد من جماعة كبار العلماء إما أن نسعى في أن نطلع غيرنا على أبحاثنا الشخصية، وبذا نكون علماء، أو نعمد إلى تناول عمل الجامعيين بالنظر العلمي فنؤمن بما يدعونه أو ندلهم على موضع الدعاية فيه)

ونحن نرد عليه ما سأل فنقول:

إلى أن نرى أثركم وإنتاجكم وتجديدكم وما جعلتم في الأزهر من بيئة علمية جديدة وثقافة جديدة وحرية جديدة في البحث. سنقول إنكم لم تفيدوا شيئاً مما تعلمتم ولا تميّز لكم على من لم يبعث ولم يدرس في جامعات أوربا، أو أنكم لا تجدون من نفوسكم شجاعة ولا قوة لكي تكونوا منتجين ولا مقيدين

وذلك قول أقوله لصديقي كاتب مقال (شخصية الأزهر العلمية) وإلى أنداده أعضاء البعوث الأزهرية من أوربا

وقد كانت بعوث النهضة المصرية في أيام محمد علي الكبير وخلفائه سعيد وعباس الأول تكاد تكون في مجموعها من طلبة الأزهر. تعلّم رجالها ثم عادوا فكانوا روَّاد الحياة الجديدة والحضارة الجديدة في مصر كلها ثم في الشرق كله

ولكن الأزهر يبعث البعوث من رجاله ثم يعودون إليه يرجوهم لنفسه حياة جديدة وحرية جديدة وتفكيراً جديداً

فهل نجد عند رجال البعوث الأزهرية الجديدة هذه الحياة وهذه الحرية وهذا التفكير يبثّونها بين رجاله وبين أهله؟

وهل نجد عند الأزهر نفسه ما يمكّن لهذا البعوث أن تعمل وأن تنتج وأن تفيد؟

ذلك سؤال ندع الجواب عليه لمن يجيب!

محمود الشرقاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>