للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٣ - أومنُ بالإنسان!

للأستاذ عبد المنعم خلاف

نظرة واسعة - من الحياة؟ - ممثل مجهول. . . - زواج

الفكر بالمادة - أعماق النفس عي أعماق الكون - الحياة هي

الإنسان - الباقيات - أمومة الأخلاق وأبوة العلوم - نوعان

من الرجال - العكازتان. . .

في السماء: كل نجم عليه غشاء سرمدي من السكون. . . ولو ألقيت نظرة على النجوم والكواكب لم تر شيئاً إلا لمحة عينك أنت واختلاج ضوء يكاد يكون من خداع النظر. . .

وفي الأرض: كل شيء يسير في حركات محدودة وسنن مطردة وتكاد لا تسمع إلا أصوات الريح أو لطمات الموج أو أصواتاً تظهر من تلاقي الريح أو عبث الأمواج بالأشياء. . . وما عدا ذلك فأصوات حيوان لا تعدو أن تكون مقاطع ونبرات بسيطة محدودة يصح أن تلحقها بعزيف الرياح على شعاب الجبال وقصبات الأشجار، أو بهدير الأمواج ذلك الصوت الواحد المكرر على توالي الأزمان.

ولا ترى تلك الدورات الأبدية من ليل ونهار، وربيع وخريف، وشتاء وصيف، ورياح وأمطار، وفيضانات دورية، وأرحام تدفع وأرض تبلع، وحياة رتيبة للبهائم والوحش والطير والأسماك. . .

تلك هي الحياة في الأرض من غير الإنسان. . . لا تجديد في أساليبها ولا تنويع إلا ما خلق الله على الجلود والريش والأزهار والثمار والجدد البيض والحمر في السفوح والجبال. . . وإلا ما تنقله الرياح والمياه في دوراتها من مكان إلى مكان. . . وإلا ما توزعه قوى الطبيعة بالمكيال الوافي الواسع الكريم. فلا يضاف للطبيعة شيء لم يكن منها، ولا يقلقل فيها شيء من موضعه، ولا ينقح فيها شيء يستحق التنقيح

إذاً لمن هذا كله؟ لمن الليل والنهار، وهذه الآلات الهائلة التي تدار، والحيوان الأبد والداجن والأزهار والثمار والأنهار والجبال وألوان الشفق في الأصائل والأسحار؟. أهو للحمير والقرود والنمور والثعالب والفيلة والاساد والفهود والثعابين والخفافيش والبوم والغربان

<<  <  ج:
ص:  >  >>