للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقالة الأستاذ السباعي بيومي

أثبتت مقالة الأستاذ الكريم ما قلته في غنى اللغة واستفادة الناس من خطأ الكبار في بعض الأوقات، فأعطى لسان العرب ما أعطاه إياه، وأفاد القوم بما أملاه وإن أحب أن يخالف الأئمة: سيبوبه والزمخشري والتبريزي والرضي وابن هشام. فهل بمن اليوم (أطال الله بقاءه ولا زال في حصن العربية: (دار العلوم) من أكبر حماته وحماتها) بعلاوات، بشواهد لجاهلين أو إسلاميين أو المولدين الأولين متفضلاً بمراجعة ما قال الأئمة في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة) وحياه الله، وحيا ربعه!

ناقد

الفقر

الحرب قائمة في هذه الأيام بين الأديب الكبير الدكتور زكي مبارك وبين جماعة من أجل مقالة نعى فيها الدكتور على الفقراء (المساكين) كسلهم وتواكلهم وغير ذلك. وقد ذكرني البحث في الفقر والفقراء - والشيء بالشيء يذكر - بقول موجز للراغب في (الذريعة) فأحببت نشره في (الرسالة) الغراء وإن كان فقراء (الراغب) يخالفون فقراء (الدكتور زكي مبارك). فالراغبون بعثهم الفقر على الكد، والمباركيون دعاهم فقرهم إلى الكسل. . . قال الراغب

(حصول الفقر وخوفه المنتجان للحرص هما الباعثان على الجد واحتمال الكد ومنفعة الناس أما باختيار وأما باضطرار. وقد قيل: قيام العالم بالفقر أكبر من قيامه بالغنى، لأن الصناعات القائمة بالغنى ثلاث: المُلك والتجارة والكتابة، وسائرها قائمة بالفقر؛ فلو لم يكن الفقر وخوفه فمن كان يتولى الحياكة والحجامة والدباغة والكناسة، ومن كان ينقل المير والملابس من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال؟ وعلى منفعة الفقر نبه الله تعالى بقوله: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) ومن تدبر صنع الله تعالى في ذلك وتأمل ما أشار إليه في هذه الآيات التي ذكرها لم تعرض له الشبهة التي تعرض لمن يقول: (إذا كان الله جواداً واسعاً فلِمْ خص بعضهم بالغنى، وجعل أكثرهم فقراء؛ ومن حق الغنى الذي لا يفنى غناه، والجواد الذي لا يعرف لجوده منتهاه، إلا يخص بالعطية بعضاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>