للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حفلات القبول

في العراق ما يسعى (يوم القبول) وهو ما نسميه في مصر (يوم الاستقبال) وهو يوم من أيام الأسبوع ينتظر فيه الرجل زائريه في الصباح أو في المساء: فمعالي السيد محمود صبحي الدفتري يستقبل زائريه في صباح الجمعة، وهو صباحية جميلة يتلاقى فيها أعيان أهل الأدب في بغداد، ولها تأثير شديد في توجيه الحياة الأدبية والاجتماعية. ومعالي الشيخ محمد رضا الشبيبي يستقبل زائريه في مساء الخميس، وقد يتلطف باستقبال زائريه في كل مساء، لأنه يقيم بضاحية نائية تسمى (الزوية) وله على شط دجلة ناد جميل يشرح الصدور، ويؤنس العيون، وفي ذلك النادي تثار مشكلات متصلة بالعلوم والآداب والفنون، وتسمع فيه أغاريد (أبى كلثوم الوفدي) وهو الشاعر المفتون بأغاني أم كلثوم وأخبار الوفد المصري، هو السيد باقر الشبيبي الذي يحب مصر أكثر مما يحبها المصريون أعزه الله وأدام عليه نعمة الوفاء.

وخلاصة القول أن لأكثر أهل العراق أندية تقام في البيوت أيام القبول وهي أندية توجه الحياة الأدبية والاجتماعية والسياسية وتسير بالمجتمع العراقي إلى غايات فيها القريب والبعيد، وقد تكون لها صلة بما يظهر في الجو العراقي من شؤون وشجون، فالرجال هنالك لا يكفون عن مراقبة الاتجاهات المحلية إلا في أندر الأحايين.

السهرات الصحفية

وبجانب حفلات القبول تقام سهرات الصحفيين في دور الجرائد والمجلات، وهي سهرات فاتنة إلى أبعد الحدود. وهل أنسى سهراتي في إدارة جريدة (العراق) وجريدة (البلاد)؟ وهل أنسى أن إخواني في جريدة (الهدف) كانوا يمدون روحي بأكواب الصفاء؟ وهل أنسى أن كؤوس الشاي في جريدة (بغداد) كانت أطيب من كؤوس الصهباء؟

الصحفيون في العراق يذكرون بإخوانهم في مصر من حيث الجاذبية وخفة الروح، وأنديتهم في جرائدهم تذكر بأنديتنا في جرائدنا، فما ينسى أحد كيف كان النادي الأدبي في جريدة (الجهاد) وكيف يكون النادي الأدبي في جريدة (الأهرام) وجريدة (المصري) وجريدة (السياسة) وإن امتزج نادي (السياسة) بنادي الأحرار الدستوريين. وهل كانت (ندوة

<<  <  ج:
ص:  >  >>