للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القرآن والمسلمون]

للأستاذ الشيخ محمود شلتوت

وكيل كلية الشريعة

إن خير حديث يتحدث به المسلمون بعضهم إلى بعض في هذا

الشهر الذي يذكرون فيه ميلاد نبيهم محمد صلى الله عليه

وسلم، هو ما يتصل بهذه المعجزة الخالدة التي أظهرها الله

على يد هذا النبي الكريم، وبها حول العالم من سبل الشر

والشقاء، إلى سبل الخير والسعادة

وإن الحديث فيما يتصل بالقرآن الكريم لكثير النواحي. متشعب الأطراف. وقد رأينا أن يكون حديثنا في ناحية من هذه النواحي هي علاقة المسلمين بالقرآن في عصورهم المختلفة، وذلك ينتظم:

(١) القرآن والمسلمون في العهد الأول

(٢) القرآن والمسلمون في العصور التالية

(٣) القرآن والمسلمون في العهد الأخير

وقد رأينا تمهيداً لعرض الموضوع الذي نحاوله أن نقدم بين يديه ما يجلي لنا الغاية التي من أجلها نزل القرآن، والفكرة التي يعمل لإقرارها في هذا العالم

مقدمة

أ - كان الناس قبل القرآن في عقائدهم وأعمالهم على طرفين متناقضين: إما الإفراط أو التفريط؛ وكلا الفريقين بعيد عن جادة الاعتدال. فبينما كنت ترى فريقاً عكف على المادية البحتة، وشغف بها حتى جرت منه مجرى الدم في العروق، وحرص على تنمية عواملها، وتوطيد وسائلها، وحرم نفسه تذوق اللذة الروحية، إذا بك ترى فريقاً آخر قد نزع إلى الطرف المقابل، ونسي حظه المقدر له في المادة بمقتضى خلقه وتكوينه، فتحكمت فيه تقاليد

<<  <  ج:
ص:  >  >>