للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعث المراسل الاسوجي سلفيج إلى (ذي داي) الأمريكية بالمعلومات التالية:

(إن الألغام المغناطيسية التي علق عليها الألمان الآمال الكبيرة في بداءة الحرب قد اخترعها في أواخر الحرب الماضية بعض علماء الكيمياء من يهود ألمانيا وقدموا إلى أركان الحرب الألمانية يومئذ سر اختراعهم فاحتفظت به وضمته إلى الوثائق السرية في وزارة الحرب الألمانية. ولما سيطر النازيون على ألمانيا كشفوا ذلك السر في جملة ما كشفوه وابتدءوا قبل نشوب الحرب الحالية يصنعون مقادير كبيرة من تلك الألغام. ولكن مصيرها كان الإخفاق لأن مخترعيها وأمثالهم من اليهود كانوا قد طردوا من ألمانيا ولجئوا إلى إنكلترا حيث عكفوا على اختراع الوسائل للوقاية منها.

إن النازيين عرفوا - ولكن بعد فوات الوقت - أن البيض ينقطع بعد قتل الدجاجة؛ ولكنهم لم يقتلوا الدجاجة بل رموها في يد العدو. وقد أدركوا خطأهم بعد وقوع الحرب، وعندما شعروا بحاجتهم إليها. ولهذا أوفدوا بعض دهاتهم إلى كل الأنحاء الأوربية لاسترضاء رجال العلم والاختصاص من أولئك المطرودين لكي يعودوا إلى ألمانيا ولكنهم أخفقوا. وقد تمكنوا في البرتغال من إقناع ٢٣٣ طريداً كلهم من العلماء والأطباء والاختصاصيين بعد ما أغروهم بالوعود وأكدوا لهم أن اضطهاد اليهود في ألمانيا قد بطل، وأنه في كل المعامل الألمانية قد ألصقت نشرات تنوه بنبالة العنصر اليهودي وبتحدره من أصل شريف، وأعدوا لهم مركباً أسبانياً ينقلهم إلى أسوج ومنها إلى ألمانيا؛ ولكن عمال إنكلترا السربين وزعماء الجالية الإسرائيلية في البرتغال أفسدوا هذه الخطة. وسافر المركب، إلا أنه اتجه إلى ناحية من نواحي الباسفيكي بدلاً من أن يتجه إلى أسوج!

كان في معامل كروب قبل أن يستولي هتلر على الحكم نحو عشرين ألف ميكانيكي يهودي؛ أما اليوم فلا يبلغ عددهم الخمسين؛ وقد جلب الألمان ثلاثين ألف عامل إيطالي ليحلوا محل أولئك المطرودين. غير أن مناخ ألمانيا الشمالية لم يلائم العمال الإيطاليين فعاد أكثرهم إلى وطنه.

إن مختبرات إنكلترا الفنية ملأى اليوم برجال الاختصاص من اليهود المطرودين؛ والذي أعلمه أن في مدينة واحدة بإنكلترا ١٦٥ شخصاً من يهود النمسا والتشيك وألمانيا وبينهم علماء مشهورون واختصاصيون من الطراز الأول يعرفون جيداً كل أسرار الصناعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>