للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو يرى نفسه كفء المعالي التي يطمح إليها، وأهلاً لها بنسبه وهمته:

الله درى فكم أسمو إلى أمد ... والدهر في ناظريه دونه شَوَس

أبغي عُلًى رامها جدي فأدركها ... وكان في غمرة الهيجاء ينغمس

فأي أروعَ مني نبهت هممي ... وأي شأو من العلياء ألتمس

ويقول:

سأحمل أعباء الخطوب فطالما ... تماشت على ألاين الجمال القناعس

وأنتظر العقبى وإن بعُد المدى ... وأرقب ضوء الفجر والليل دامس

فلله دري حين توقظ همتي ... مساورة الأشجان والنجم ناعس

هذه الأنفة وهذا الإباء وهذا الطموح وهذه الكبرياء التي أوحت إليه أنه دون مكانته، وأن عليه أن يطلب مكانة تليق به وبآبائه، أكثرت حديثه عن مباشرة الخطوب وركوب الأهوال في سبيلها والمحاربة من أجلها، يقول:

تقول ابنة السعدي وهي تلومني ... أمالك عن الدار الهوان رحيل؟

فإن عناء المستنيم إلى الأذى ... بحيث يذل الأكرمون طويل

وعندك محبوك السراة مطهم ... وفي الكف مطرور الشباة صقيل

فثب وثبة فيها المنايا أو المنى ... فكل محب للحياة ذليل

وقال:

سواي يجرَّ هفوته التظَّني ... ويرخى عَقد حبْوته التمني

ويُلبس جيدَه أطواقَ نعمى ... تشف وراءها أغلال مَنّ

إذا ما سامه اللؤماء ضيماً ... تمرَّغ في الأذى ظهراً لبطن

وظل نديم عاطية وروض ... وبات صريع باطية ودن

وأشعر قلبه فَرَق المنايا ... وأودع سمعه نغم المغنى

وصلصلةُ اللجام لدىّ أحرى ... بعز في مباءته مُبِنْ

إلى أن يقول:

وهاأنا أوسع الثقلين صدراً ... ولكن الزمان يضيق عنَّي

ويقول:

<<  <  ج:
ص:  >  >>